في تحول مفاجئ وغير متوقع، أدى خلاف حاد بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك إلى موجات ارتدادية قوية هزت الأوساط السياسية في واشنطن، والأسواق المالية في وول ستريت، وحتى منصات إطلاق "سبيس إكس"، مع تداعيات محتملة قد تمتد إلى المشاريع الفضائية. ما بدأ كمعارضة من ماسك لمشروع قانون ضريبي ضخم تقدم به ترامب، سرعان ما تصاعد إلى حرب كلامية علنية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأسفر عن خسائر بمليارات الدولارات في قيمة أسهم شركات ماسك، لا سيما "تسلا".
لطالما مثّل ترامب وماسك، وهما شخصيتان بارزتان في تصدر عناوين الأخبار وتحدي الأعراف في السياسة الأميركية والعالمية، ثنائياً غريباً. أحدهما سياسي مثير للجدل، والآخر أغنى رجل في العالم، معروف بمشاريعه الطموحة في الفضاء والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى انخراطه المتزايد في الجدل السياسي.
العلاقة بين الرجلين، والتي شهدت دعم ماسك لحملة ترامب الانتخابية عام 2024 بمبلغ يقارب 300 مليون دولار، وقيادته لاحقاً لـ "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE) بهدف خفض الإنفاق الحكومي، انتهت إلى تبادل الاتهامات والخسائر المالية.
في أعقاب تفجر الخلاف، شهد سهم "تسلا" انخفاضاً بأكثر من 14% يوم الخميس، ما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية بأكثر من 150 مليار دولار. وتقلصت ثروة ماسك الشخصية بما يصل إلى 34 مليار دولار في غضون 24 ساعة، مسجلة بذلك أكبر الخسائر اليومية في تاريخ الشركة. هذا التراجع دفع المستثمرين، الذين كانوا بالفعل متوجسين بشأن اعتماد "تسلا" على الحوافز الضريبية، إلى إعادة تقييم مستقبل الشركة.
المخاطر لا تقتصر على "تسلا" فحسب، فشركة "سبيس إكس" لديها عقود حكومية تزيد عن 20 مليار دولار، وتعمل مع وكالة ناسا في مهام فضائية حيوية. وتستفيد "تسلا" من ائتمانات ضريبية وحوافز على السيارات الكهربائية تقدر بمليارات الدولارات سنوياً. وقد توقعت شركة "جي.بي. مورغان" أن يؤدي إلغاء هذه الحوافز إلى تقليص أرباح "تسلا" السنوية بمقدار 1.2 مليار دولار، وقد تصل الخسائر إلى 3.2 مليار دولار سنوياً إذا ألغيت جميع الحوافز الحكومية.
كما أن منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، الجوهرة الأخرى في تاج ماسك، لا تبدو في وضع مالي قوي، حيث تواصل عائدات الإعلانات هبوطها منذ عام 2022، بسبب سياسة المنصة المثيرة للجدل وانخراط مالكها المتزايد في الصراعات السياسية.