تتأهب البحرية الإسرائيلية لمنع السفينة "مادلين"، التي تقل نشطاء بارزين، من الاقتراب من المياه الإقليمية لتل أبيب في الأيام المقبلة، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لفرض الحصار على قطاع غزة. يأتي هذا التطور في الوقت الذي تتابع فيه كل من فرنسا وبريطانيا الموقف عن كثب، مترقبتين رد الفعل الإسرائيلي على محاولة "أسطول الحرية" كسر الحصار المفروض على القطاع.
وفقًا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، من المتوقع أن تعترض البحرية الإسرائيلية السفينة "مادلين" حال اقترابها من المياه الإقليمية، بهدف منع وصولها إلى غزة. وتؤكد الصحيفة أن فرنسا وبريطانيا تراقبان التطورات المتعلقة بالسفينة ومدى الاستجابة الإسرائيلية لهذه المبادرة التي تهدف إلى تحدي الحصار.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول إسرائيلي في القدس لـ"تايمز أوف إسرائيل" أن لندن قد رفضت حتى الآن الطلبات الإسرائيلية بمنع السفينة، التي ترفع علم المملكة المتحدة، من الوصول إلى المياه الإسرائيلية. وأضاف المسؤول: "يقولون إنهم سيتحركون، لكنهم يقولون إنهم سيفعلون ذلك فقط حال وجود خطر على السلامة". هذا الموقف البريطاني يشير إلى عدم رغبة واضحة في التدخل المسبق لمنع السفينة، مع الإبقاء على خيار التدخل في حال تدهور الأوضاع الأمنية.
وتضم السفينة "مادلين" على متنها 12 ناشطًا بارزًا، منهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والناشط البرازيلي تياجو أفيلا، والممثل الأيرلندي ليام كننجهام، والنائبة بالبرلمان الأوروبي الفرنسية الفلسطينية ريما حسن. يبرز وجود هذه الشخصيات المعروفة أهمية الرحلة ويزيد من الضغط الدولي على إسرائيل.
من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن دبلوماسي فرنسي قوله إن "فرنسا تراقب السفينة عن كثب بسبب وجود ستة مواطنين فرنسيين على متنها. فرنسا مستعدة لتقديم المساعدة لمواطنينا على متن (السفينة) حال تطلب الأمر"، دون توضيح ماهية التدخل المحتمل أو الظروف التي قد تستدعيه. هذا التصريح يعكس قلق باريس على سلامة مواطنيها ويعزز المراقبة الدقيقة للموقف.
وكانت السفينة "مادلين" قد وصلت إلى الشواطئ المصرية مؤخرًا، قبل أن تتجه نحو المياه الإقليمية للأراضي المحتلة، والتي من المقرر أن تصلها خلال 48 ساعة. يمثل هذا التوقيت ذروة الترقب والتوتر، حيث تستعد جميع الأطراف المعنية للتعامل مع التداعيات المحتملة لهذه المحاولة لكسر الحصار على غزة.