أعلن العراق رسميًا رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، متهمًا إياها بانتهاك سيادته الجوية خلال تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف إيرانية داخل الأراضي الإيرانية.
وتأتي هذه الخطوة العراقية عقب العملية العسكرية الواسعة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في فجر اليوم الجمعة، والتي أطلق عليها اسم "عملية الأسد الصاعد".
واستهدفت الغارات أكثر من مئة موقع حساس داخل إيران، شملت منشآت نووية ومراكز عسكرية ومقار للحرس الثوري الإيراني، وأفضت إلى مقتل عدد من كبار قادة الحرس، وهو ما اعتبرته طهران "إعلان حرب".
لكن ما أثار غضب بغداد، ودفعها للتحرك دبلوماسيًا، هو استخدام إسرائيل المجال الجوي العراقي لتنفيذ هذه الضربات.
وكشفت تقارير أمنية عراقية أن الطائرات الإسرائيلية تسللت عبر أجواء العراق، متجاوزة رادارات الدفاع الجوي، في مسار معقد استغلت فيه ثغرات المراقبة الجوية العراقية والإقليمية. وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن بعض الصواريخ عبرت الأجواء العراقية قبل أن تصل أهدافها داخل إيران.
وفي بيان شديد اللهجة، وصفت وزارة الخارجية العراقية هذا التصرف بأنه "انتهاك صارخ لسيادة العراق ولأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدة أن بغداد لن تقبل بأن تكون أراضيها أو أجواؤها مسرحًا لصراعات الآخرين.
وأضاف البيان أن الحكومة العراقية رفعت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وضمان احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه.
من جانبه، صرّح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن "العراق لن يسمح بأن يُزج به في صراعات إقليمية لا ناقة له فيها ولا جمل"، مشددًا على أن حكومته ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية للدفاع عن سيادة البلاد. وذهب نائب رئيس البرلمان العراقي محسن المندلاوي إلى وصف ما جرى بأنه "تعدٍ خطير يهدد استقرار المنطقة برمتها"، داعيًا إلى موقف دولي حازم لردع إسرائيل عن تكرار مثل هذه الأفعال.
على الجانب الدولي، أثارت العملية الإسرائيلية ردود أفعال متباينة. ففي حين عبّر بعض الحلفاء الغربيين عن قلقهم من التصعيد، دعا آخرون إلى ضبط النفس والحوار لتفادي انزلاق المنطقة نحو حرب واسعة النطاق. كما تسبب الهجوم في ارتباك حركة الملاحة الجوية، حيث أُغلقت أجزاء من الأجواء الإقليمية وتوقفت العديد من الرحلات في الخليج وبلدان الشام تحسبًا لأي تصعيد إضافي.
تبقى الأنظار الآن شاخصة نحو مجلس الأمن الدولي، الذي سيتعين عليه بحث الشكوى العراقية في جلساته القادمة، في ظل تساؤلات كبرى حول مدى قدرته على احتواء هذا التصعيد الخطير، ومنع تحوّل سماء الشرق الأوسط إلى ساحة مفتوحة.