تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الاستقطاب السياسي والتوتر، حيث تتصادم فعاليات احتفالية رسمية مع احتجاجات شعبية واسعة النطاق. فبينما يستعد الرئيس دونالد ترامب للاحتفال بعيد ميلاده وحضور عرض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي في واشنطن، تتأهب مدن أمريكية عدة لاستضافة تظاهرات حاشدة تحت شعار 'لا للملوك'، رفضًا لما يعتبره المتظاهرون 'عسكرة للديمقراطية' و'سياسة الملياردير'.
"لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب
تأتي هذه الاحتجاجات، التي يتوقع أن تشهد مشاركة واسعة، للتعبير عن رفض جزء كبير من الشارع الأمريكي لسياسات الرئيس ترامب، وما يعتبرونه نهجاً يقوض المبادئ الديمقراطية. يشير شعار 'لا للملوك' بشكل مباشر إلى انتقاد أسلوب حكم ترامب وشخصيته، التي يرى فيها معارضوه ميولاً استبدادية أو ملكية، تتنافى مع القيم الجمهورية التي تأسست عليها الولايات المتحدة.
تتزامن هذه التظاهرات مع احتفال ترامب بعيد ميلاده، وهو ما يزيد من رمزية الاحتجاجات ويعمق دلالاتها السياسية. ففي الوقت الذي كان من المتوقع أن يكون هذا اليوم فرصة للاحتفال بشخص الرئيس، تحول إلى ساحة للتعبير عن المعارضة الواسعة لسياسته.
عرض عسكري ضخم: احتفال بالجيش و'استعراض قوة' رئاسي
يمثل تزامن هذه الفعاليات، الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس والعرض العسكري من جهة، والاحتجاجات الواسعة من جهة أخرى، تصادماً دراماتيكياً بين المعارضة والاحتفال الرسمي. إنه يعكس الانقسام العميق الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، وتجلياً لحدة النقاش حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية ودور الجيش في الحياة السياسية.
المحللون يرون أن هذا اليوم سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة الولايات المتحدة على إدارة هذا الاستقطاب، وكيف ستتعامل الإدارة الحالية مع التعبير عن الرأي المخالف، لا سيما في ظل أجواء مشحونة تشهدها البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة. ستراقب الأنظار كيف ستتفاعل السلطات مع هذه الاحتجاجات، وما إذا كانت ستلتزم بضمان حق التعبير السلمي، أم ستتجه نحو إجراءات قمعية قد تزيد من حدة التوتر.