ads

مفارقة الوساطة والاستهداف: قطر تدين إعتداء إيران على أراضيها وتواصل الوساطة بين طهران وتل أبيب ( تحليل )

أمير قطر
أمير قطر

قطر، الدولة التي سعت مرارًا للعب دور الوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، بما في ذلك ما تردد عن وساطتها بين إسرائيل وإيران، تجد نفسها اليوم في موقف عجيب ومفاجئ. ففي الوقت الذي يُتحدث فيه عن جهودها الدبلوماسية لتهدئة التوترات، تستيقظ الدوحة على وقع هجوم صاروخي إيراني يستهدف قاعدة العديد الجوية، التي تستضيف قوات أميركية على أراضيها. هذا التناقض الصارخ بين دور الوسيط وموقع الضحية يثير تساؤلات جدية حول ديناميكيات المنطقة وتعقيداتها.

لطالما سعت قطر إلى ترسيخ مكانتها كلاعب دبلوماسي محايد ووسيط موثوق به في المنطقة. وقد تجلى ذلك في محاولاتها المستمرة لتقريب وجهات النظر بين الخصوم، بما في ذلك الدور الذي سعت للقيام به بين طهران وتل أبيب. فكرة أن الدولة التي تحاول بناء جسور السلام بين طرفين متنازعين تُستهدف بصواريخ أحد هذين الطرفين، على أراضيها، لهي مفارقة تستدعي الدهشة. هذا الاستهداف المباشر لقاعدة أميركية داخل الأراضي القطرية، وبصواريخ إيرانية، يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر وسلامة مجالها الجوي، ويضعها في عين العاصفة بشكل غير متوقع.

رد الفعل القطري ونداءات التهدئة

لم تتوانَ قطر عن التعبير عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم. فاستدعاء السفير الإيراني لدى الدوحة هو خطوة دبلوماسية قوية تعكس حجم الغضب والاستنكار القطري. وقد وصفت وزارة الخارجية القطرية الهجوم بأنه 'انتهاك صارخ لسيادتها ومجالها الجوي'، وهو ما يؤكد على خطورة الموقف من وجهة نظر الدوحة.

بالإضافة إلى ذلك، وجهت قطر رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، مطالبة بتعميمها كوثيقة رسمية، ومشددة على أن هذا التصعيد يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي. هذه الخطوات تعكس حرص قطر على تدويل القضية وحشد الدعم الدولي لوقف مثل هذه الأعمال العدائية. كما أكدت قطر على ضرورة وقف فوري لجميع الأعمال العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات والحوار، مذكرة بأنها كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية. هذا يبرز تمسكها بمبادئها الدبلوماسية حتى في خضم الأزمة.

اجتماع مجلس التعاون الخليجي وتأكيد التضامن

في ظل هذا التطور الخطير، من المقرر عقد اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة، برئاسة وزير الخارجية الكويتي وبحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء. هذا الاجتماع يأتي ليؤكد على وقوف دول مجلس التعاون مع قطر، وأن 'أمن واستقرار قطر يعدان جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار دول المجلس'. هذا التضامن الخليجي يعكس القلق المشترك من التصعيد في المنطقة وضرورة الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس في مواجهة التهديدات الخارجية.

تساؤلات حول وقف إطلاق النار المزعوم

في خضم هذه الأحداث، جاء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل لمدة 12 ساعة، ليضيف طبقة أخرى من التعقيد والتساؤلات. فكيف يتسنى لإيران أن توافق على وقف إطلاق نار مع إسرائيل بينما تقوم في ذات الوقت بشن هجوم صاروخي على قاعدة تستضيف قوات أميركية في قطر، الدولة التي يُشاع أنها توسطت بين الطرفين؟ هذا التوقيت يثير الشكوك حول مدى التنسيق والفهم للوضع الإقليمي، ويجعل من الصعب فهم الصورة الكاملة لديناميكيات الصراع.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً