ads

مسلم ومناصر لغزة .. زهران ممداني يحقق فوزًا تاريخيًا في الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك

زهران ممداني
زهران ممداني

حقق المرشح الديمقراطي الشاب زهران ممداني، المسلم والمناصر للقضية الفلسطينية، فوزًا مفاجئًا ومثيرًا في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة مدينة نيويورك مساء الثلاثاء. جاء هذا الانتصار بعد انسحاب مفاجئ لحاكم الولاية السابق أندرو كومو من السباق، مما يمهد الطريق أمام ممداني ليصبح أول عمدة مسلم وأمريكي هندي للمدينة في حال فوزه بالانتخابات العامة في نوفمبر.

تاريخ يُصنع في مدينة التفاح الكبرى

في خطاب حماسي ألقاه أمام حشد من أنصاره، أعلن ممداني، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا: 'الليلة، صنعنا التاريخ. سأكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك.' وقد عكست النتائج الأولية التي تم فيها فرز ثلاثة وتسعين بالمائة من الأوراق الانتخابية هذا الشعور، حيث حصل ممداني على ثلاثة وأربعين ونصف بالمائة من الأصوات، متجاوزًا كومو الذي نال ستة وثلاثين وأربعة أعشار بالمائة.

على الرغم من كونه المرشح الأوفر حظًا في بداية السباق، أقر أندرو كومو، خلال حفل الانتخابات التمهيدية، بأن منافسه أدار 'حملة ذكية وجيدة ومؤثرة حقًا'. وأضاف: 'الليلة هي ليلته. لقد استحق ذلك. لقد فاز.' وقد واجه كومو صعوبات في اللحاق بخصمه مع إعادة توزيع بطاقات الاقتراع، مما دفعه للانسحاب من السباق التمهيدي.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، كشف كومو عن تفكيره في خوض الانتخابات العامة في نوفمبر كمرشح مستقل. وصرح: 'قلت إنه فاز في الانتخابات التمهيدية. لكنني قلت أيضًا إنني أريد أن أنظر إلى الأرقام ونتائج الانتخابات قبل أن أقرر خطواتي التالية، لأنني أيضًا على خط مستقل.'

تأتي هذه الهزيمة بعد سنوات من الجدل الذي طال مسيرة أندرو كومو السياسية. فقد قدم استقالته من منصب حاكم الولاية في عام ألفين وواحد وعشرين بعد تقرير خلص إلى أنه تحرش جنسيًا بما لا يقل عن إحدى عشرة امرأة. وعلى الرغم من نفيه لهذه الاتهامات، مشيرًا إلى أنه لم يتحرش بأي شخص عن قصد وأن سلوكه لم يواكب المعايير المتطورة في مكان العمل، فقد وصفت حملته الانتخابية الفضيحة بأنها عملية سياسية مدبرة.

ممداني: صوت جديد من الجناح التقدمي

يمثل فوز ممداني لحظة محورية للحزب الديمقراطي، حيث يُنظر إلى هذه الانتخابات التمهيدية كاختبار حقيقي للتوجهات الأيديولوجية داخل الحزب. فقد شكل كومو وممداني نموذجًا للتناقضات السياسية، حيث يمثل ممداني الوجه التقدمي الجديد، بينما يمثل كومو المعتدل والأكثر خبرة.

أدار ممداني حملة انتخابية جريئة ركزت على شعارات تقدمية مثل الحافلات العامة المجانية، ورعاية الأطفال الشاملة، وتجميد إيجارات الوحدات السكنية المدعومة، وإنشاء محلات بقالة تديرها المدينة وتمولها ضرائب جديدة على الأثرياء. كما كان دعمه العلني للفلسطينيين وانتقاده لإسرائيل نقطة خلاف مع الكثير من المؤسسة الديمقراطية.

حظي ممداني بدعم كبير من الجناح التقدمي للحزب، بما في ذلك تأييد شخصيات بارزة مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز والسيناتور بيرني ساندرز. بالإضافة إلى ذلك، اكتسب شعبية واسعة بفضل حملة ذكية على وسائل التواصل الاجتماعي، كان من أبرزها انتشار مقطع فيديو له وهو يواجه ناخبين من مدينة نيويورك دعموا ترامب في الانتخابات الرئاسية.

في حال انتخابه في نوفمبر، سيكون ممداني رائدًا، ليس فقط كأول عمدة مسلم وأمريكي هندي لنيويورك، بل أيضًا كرمز لصعود الصوت التقدمي داخل الحزب الديمقراطي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً