تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة يوم الأحد لإجراء محادثات مكثفة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد أن قدمت حركة 'حماس' ردها على المقترح الذي قدمه الوسطاء. وصفت 'حماس' ردها بالإيجابي، لكنه تضمن تحفظات وملاحظات حول ثلاث قضايا رئيسية، مما يشير إلى أن المفاوضات قد تستغرق وقتًا لحسم هذه المسائل،
ذكرت مصادر إسرائيلية أن رد 'حماس' لم يكن مفاجئًا، وتتوقع إسرائيل رفض التحفظات التي قدمتها الحركة. ومع ذلك، تبقى هناك إمكانية للتوصل إلى هدنة مؤقتة لا تنهي الحرب بشكل كامل، خاصة وأن تل أبيب تصر على 'نقاط إشكالية' في أي اتفاق تسمح لها باستئناف القتال في المستقبل.
تتمحور التحفظات الرئيسية التي أثارتها 'حماس' حول ثلاث قضايا:
تموضع القوات الإسرائيلية: تطالب الحركة بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس.
المساعدات الإنسانية: تريد 'حماس' استئناف المساعدات بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، وليس فقط عبر 'مؤسسة غزة الإنسانية' المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقف الحرب الدائم: تطلب 'حماس' لغة أوضح بشأن استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم حتى التوصل إلى اتفاق، معتبرة أن الشرط الحالي الذي يسمح بتمديد الهدنة 'ما دام الطرفان يتفاوضان بحسن نية' قد يُستغل من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف الحرب.
مواقف متعارضة تلوح في الأفق
أكدت مصادر إسرائيلية لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' والقناة 12 الإسرائيلية تحفظات 'حماس'، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تواجه هذه التحفظات رفضًا إسرائيليًا. وتتمسك إسرائيل بموقفها الذي يصر على الاحتفاظ بالقدرة على استئناف القتال، بدلاً من الموافقة المسبقة على وقف إطلاق نار دائم، بحجة أن إنهاء الحرب سيسمح لـ'حماس' بإعادة تنظيم صفوفها.
وتعارض إسرائيل أيضًا آليات المساعدة الأخرى غير تلك التي تمر عبر 'مؤسسة غزة الإنسانية'، بدعوى أن الآليات الأخرى سمحت لـ'حماس' بتحويل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لصالحها. كما ترفض تل أبيب التنازل عن السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك ما يسمى 'محور موراج' في جنوب غزة، وتخطط للضغط من أجل الإبقاء على قواتها هناك، على غرار 'محور فيلادلفيا' على طول الحدود المصرية مع غزة.
توقعات بتعثر المفاوضات وتأثيرات إقليمية
أشار المراسل العسكري آفي أشكنازي في صحيفة 'معاريف' إلى أن رد 'حماس' يظهر أن الحركة لم تتراجع، بل هي تواصل نشاطها ولم تُحشر في الزاوية. وحذر من أن قبول تحفظات 'حماس' سيعد 'فشلًا ذريعًا' للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، وسيسمح للحركة بالتعافي، وسيُفسر في الشرق الأوسط على أنه انتصار لها. ويرى أشكنازي أنه من المشكوك فيه جدًا أن تقبل إسرائيل رد 'حماس'، وأن عليها إعادة النظر في خطواتها في غزة ودراسة أدوات الضغط التي أثرت على 'حماس' بنجاح.