ads

صحفي إسرائيلي يتعرض لتهديدات بالقتل بعد كشفه عن فظائع حرب غزة ويؤكد: الدمار في رفح يفوق هيروشيما

غزة
غزة

تعرض الصحافي الإسرائيلي نير حسون، مراسل صحيفة 'هآرتس' المعروف بتقاريره الجريئة، لتهديدات بالقتل من قبل أوساط يمينية متطرفة، وذلك بعد نشره لتقرير الأسبوع الماضي تضمن شهادات صادمة من جنود وضباط إسرائيليين منهكين يخدمون في قطاع غزة. التقرير كشف عن أوامر تسمح بقتل الأبرياء الفلسطينيين وأساليب قتالية وصفت بالوحشية، مما أثار غضباً عارماً في الأوساط اليمينية التي اتهمت حسون بـ'خدمة حركة حماس'.

إصرار على كشف الحقائق وتقدير للدمار غير المسبوق

على الرغم من التهديدات، أعلن حسون بإصرار أنه سيواصل كشف الحقائق التي يحاول القادة السياسيون والعسكريون إخفائها. وفي تصريحات لندوة 'بودكاست' لصحيفة 'هآرتس'، أشار حسون إلى أن الدمار الذي لحق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة يوازي الدمار الذي ألحقته القنبلة النووية الأمريكية بمدينة هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، بل يفوقه. هذا التصريح الجريء جاء ليؤكد حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.

حرب بلا هدف وسياسات وحشية

انتقد حسون بشدة إدارة الحكومة للحرب في غزة، مؤكداً أنها تدفع الجيش إلى إدارة حرب 'بلا هدف سياسي حقيقي أو واقعي'، وتجبره على 'الحرب لمجرد الحرب'. وأضاف أن الجيش يدير هذه الحرب بـ'أساليب وحشية رهيبة لا يتصورها عقل ولا تلائم أي قيم ليبرالية ولا تلتزم بقواعد الحرب والمواثيق الدولية'. وأعرب عن اعتقاده بأن إخفاء الإعلام الإسرائيلي لهذه الحقائق عن الجمهور لا يبرئ أحداً من المسؤولية، خاصة في ظل القرارات المتكررة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي التي طالبت إسرائيل بوقف ممارساتها في رفح، أولاً في فبراير 2024 ثم بقرار أكثر حدة في مايو الماضي. هذه القرارات أثارت نقاشات واسعة داخل إسرائيل.

رفح نموذج لدمار شامل في غزة

أوضح حسون أن ما حدث في رفح ليس سوى نموذج للدمار الواسع الذي طال مناطق أخرى في القطاع. فبحسب شهادته، تم تدمير بيت حانون وجباليا وغالبية البلدات في المنطقة الشمالية من قطاع غزة بالطريقة نفسها. واستند إلى تقارير دولية تفيد بأن 80% من البيوت والعمارات في قطاع غزة قد دمرت بالكامل أو أصبحت غير صالحة للسكن. وأشار إلى أن كل عائلة في غزة قد تضررت، حيث لا توجد عائلة دون قتلى وجرحى. كما دمرت البنى التحتية والمدارس والمستشفيات والجامعات، وأصيبت معظم المساجد والكنائس. وأفاد حسون بأن عدد القتلى تجاوز 60 ألفاً، مع تقديرات تشير إلى أن العدد قد يصل إلى 100 ألف عند انتهاء الحرب والبدء في التحقيقات.

وأكد الصحافي الإسرائيلي أن ضميره كإنسان، وواجبه كصحافي، وأخلاقه الدينية والثقافية، لا تسمح له بمعرفة هذه الحقائق والصمت عنها.

"اذهب وافحص بنفسك": دعوة للمواطنين الإسرائيليين

في رد على سؤال حول ما يقوله للمواطنين الذين يهاجمونه بدافع جهلهم بما يجري في غزة، أجاب حسون: 'أقول له لا تصدقني. لا تصدق ما تنشره (هآرتس) ولا ما تقوله وسائل الإعلام الغربية أو العربية. لكن اذهب وافحص بنفسك. افتح (غوغل ماب) - (خرائط غوغل) - وقارن بين ما جرى في غزة وما جرى في اليابان في الحرب العالمية الثانية. أنا أقول لك إن الدمار الذي حصل في مدينة رفح وحدها، يفوق الدمار الذي أحدثته القنبلة النووية الأميركية التي أُلقيت على هيروشيما. افحص ذلك بنفسك'. هذه الدعوة المباشرة للمواطنين تعكس إيمان حسون بقوة الأدلة الميدانية.

تقرير حسون تضمن أصوات وشهادات جنود وضباط في جيش الاحتياط الإسرائيلي يخدمون في قطاع غزة، كشفت رواياتهم عن تلقيهم أوامر تسمح بقتل الأبرياء الفلسطينيين. وروى أحد الجنود أنهم تذمروا من أوامر إطلاق الرصاص الحي على المواطنين الذين تدفقوا على مراكز الإغاثة شمال غزة، وتساءلوا عن سبب عدم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع أولاً، ليأتيهم الرد: 'لا حاجة إلى ذلك'. كما كشف الجنود عن إرهاقهم جسدياً ونفسياً من الحرب، وأشاروا إلى 'موبقات كثيرة تدل على الاستخفاف بحياة الناس وعدم التفريق بين رجالات حماس والأطفال الأبرياء والنساء والمسنين'.

أصداء التقرير وردود الفعل في إسرائيل

لقي تقرير حسون أصداء هائلة وتم اقتباسه في وسائل إعلام عالمية، فيما زعزع التقرير الكثيرين في إسرائيل. وكالعادة، لم يصدق اليمين ما جاء فيه، بينما شعر اليسار بالخجل، وتجاهل الوسط السياسي محتواه. في المقابل، اختار نشطاء في اليمين المتطرف التحريض عليه وعلى صحيفته، ووصل الأمر إلى إعلان رئيس بلدية عراد منع دخول الصحيفة إلى مدينته، قبل أن يتراجع عن قراره كونه غير قانوني.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً