ads
ads

ترامب يواجه تحديًا جديدًا: إخماد نظريات المؤامرة حول فضيحة إبستين الجنسية

ترامب
ترامب

يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في موقف محرج داخل قاعدته الانتخابية، حيث يبذل جهودًا مكثفة لحث أنصاره على تجاوز نظرية المؤامرة المرتبطة بجرائم الملياردير جيفري إبستين الجنسية، والتي عادت لتطفو على السطح بقوة. والمفارقة أن هذه النظرية، التي ساهم ترامب نفسه في تعميمها بين ناخبيه وتزعم وجود قائمة سرية بأسماء عملاء إبستين لدى الإدارة الأمريكية، باتت الآن عبئًا يحاول الرئيس التخلص منه.

مطالب متزايدة بإعادة فتح ملف إبستين

يحاول ترامب جاهدًا إخماد المطالبات بإعادة فتح ملف إبستين، خصوصًا داخل حركة "ماجا" (Make America Great Again) التي تشكل جوهر قاعدته الانتخابية. ورغم تكراره لضرورة تجاوز الأمر، إلا أن هذه الدعوات لم تلقَ صدى يذكر بين مؤيديه.

تصدرت قضية جيفري إبستين النقاشات في معظم القنوات الإعلامية والمنتديات الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، لا سيما في قمة "أمريكا: نقطة تحول" التي جمعت نخبة من المحافظين المتشددين. يرفض قطاع كبير من داعمي ترامب قبول تأكيدات وزيرة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بعدم وجود ملف مخفي يحتوي على قائمة مزعومة لعملاء إبستين، وأن الأخير قد انتحر فعلاً على الأرجح. هذا الموقف يعطي انطباعًا بأن إدارة ترامب تسعى لدفن نظرية المؤامرة التي روج لها الرئيس نفسه منذ انتحار إبستين قبل ست سنوات داخل سجنه.

من هو جيفري إبستين؟

جيفري إبستين، رجل أعمال وملياردير أمريكي من مواليد عام 1953 في بروكلين، نيويورك. بدأ مسيرته المهنية في مجال التمويل قبل أن يؤسس شركته الخاصة. عُرف إبستين بعلاقاته الواسعة مع شخصيات بارزة في الأوساط المالية والسياسية والثقافية. وُجد ميتًا في سجنه عام 2019، أثناء احتجازه بتهم الاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات، والولع الجنسي بالأطفال، وإنشاء شبكة للدعارة تورط فيها مشاهير وزعماء دول وأمراء.

المتورطون في شبكة إبستين: قائمة طويلة من الأسماء البارزة

تكشف ملفات القضية أن شبكة دعارة إبستين كانت تضم أسماء بارزة مثل صديقته غيسلين ماكسويل، والمحامي آلان ديرشوفيتز، وصاحب وكالة عرض الأزياء جان لوك برونيل، والأمير البريطاني أندرو، والعالم ستيفن هوكينج، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، والممثل كيفن سبيسي، والمغني مايكل جاكسون، والمشعوذ ديفيد كوبرفيلد، وحاكم ولاية نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون. كما زُعم تورط الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وذُكر أنه كان يتردد على مكان إبستين في نيوجيرسي.

علاقة ترامب بإبستين: أكثر من مجرد لقاءات اجتماعية؟

يحاول الرئيس ترامب التقليل من شأن علاقته بإبستين، واصفًا إياها بـ "لقاءات اجتماعية عرضية" في نيويورك خلال الثمانينيات والتسعينيات. إلا أن الكاتب الصحفي الأمريكي، سيمون ماركس، يعتقد أن العلاقة كانت أعمق بكثير، خصوصًا بعد ادعاء إبستين في محادثات مسجلة أن ترامب كان زير نساء "يحب ممارسة الجنس مع زوجات أفضل أصدقائه".

بداية القضية وتداعياتها القانونية

بدأت قضية إبستين عام 2005 عندما اعترف بالتحرش بفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا في فلوريدا. أقر بالذنب وأدين بتهمة الدعارة مع قاصر عام 2008. لاحقًا، اكتشف المسؤولون الفيدراليون تورطه في التحرش بـ 36 فتاة، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 14 عامًا. أُلقي القبض عليه مجددًا عام 2016 بتهمة الاتجار بالجنس للقاصرات، وانتحر في سجنه عام 2019.

حُكم على غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين السابقة، بالسجن لمدة 20 عامًا في عام 2021، بعد إدانتها بتأمين فتيات قاصرات لممارسة الجنس مع إبستين وأصدقائه.

ادعاءات حول دور الموساد الإسرائيلي

ادعى ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق آري بن ميناشي في عام 2020 أن والد غيسلين ماكسويل، روبرت ماكسويل، وإبستين كانا عميلين إسرائيليين. وزعم أن هذه الفضائح تم تضخيمها لخدمة مصالح الموساد بهدف جمع المعلومات وابتزاز الشخصيات الشهيرة. كما ادعى ميناشي أن الأمير أندرو تم استغلاله لجلب أسماء مشهورة إلى إبستين، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك كان على علم بما يجري.

تضارب في تصريحات وزيرة العدل الأمريكية

زعمت وزارة العدل الأمريكية، أن جيفري إبستين لم يحتفظ بـ "قائمة عملاء"، مشيرة إلى أنه لن يتم الكشف عن مزيد من الملفات المتعلقة بهذه القضية التي توصف بأنها "أكبر فضيحة جنسية في أمريكا". يأتي هذا التصريح رغم وعود سابقة لوزيرة العدل بام بوندي بالكشف عن أسرار جديدة.

وكانت الوزيرة بوندي قد أشارت في مقابلة سابقة مع "فوكس نيوز" إلى أن مثل هذه الوثيقة "موجودة على مكتبي" للمراجعة. ولمحت بوندي لأسابيع إلى نيتها الكشف عن المزيد من الوثائق، قائلة إن "الإدارة الحالية جديدة وكل شيء سيُعرض أمام الجمهور". لكن تراجعها ونفيها لوجود القائمة يفسره محللون أمريكيون على أنه ضغط من ترامب لطمس القضية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً