تتوقف مفاوضات الهدنة في المنطقة على الرغم من المساعي الدولية لإحراز تقدم. يأتي هذا الجمود في ظل تراجع المحادثات من قائمة أولويات مبعوث أمريكي يزور المنطقة لبحث الأزمة الإنسانية، بعد أن التقى برئيس الوزراء المحلي.
شروط جديدة وعقبات مستمرة
أفادت التقارير بأن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" اشترطت حل الأزمة الإنسانية أولاً للمشاركة في أي مفاوضات جديدة. من جانبها، يرى محللون أن الطريق الوحيد لإنهاء هذا التعثر هو تقديم مقترح جديد ووسيط يكسر جمود المواقف الحالية. يعتقد الخبراء أن الحل يكمن في مرونة الطرف المحلي وعدم تمسكه بالبقاء في مناطق واسعة من القطاع، وإلا فإن المحادثات ستبقى دون نتائج.
تأتي هذه التطورات في ظل زيارة مبعوث أمريكي وسفير واشنطن لمؤسسة إنسانية في القطاع، بعد يوم من تقديم الطرف المحلي رداً على مقترح هدنة مدته 60 يوماً يتضمن تبادل أسرى.
تحول في الاستراتيجية الأمريكية
أشار مسؤول رفيع المستوى إلى أن الولايات المتحدة والطرف المحلي يدرسان التحول من خطة محدودة لتبادل الأسرى إلى خطة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى ونزع سلاح حركة "حماس"، وتحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح. وعلى الرغم من أن المسؤول لم يذكر تفاصيل الخطة، إلا أن هذا التوجه قد يشير إلى تحول من هدنة محدودة إلى اتفاق شامل.
وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي زار القطاع لتفقد عملية توزيع المساعدات الغذائية، ووضع خطة نهائية لتسريع وصول الإمدادات. هذه الزيارات تؤكد أن المساعدات الإنسانية أصبحت أولوية قصوى.
تحليل الخبراء: من المساعدات إلى الحل الشامل
يرى الخبراء أن زيارة المبعوث الأمريكي تشير إلى أن المساعدات الإنسانية ستكون على رأس أولويات واشنطن في الفترة المقبلة. هذا التوجه يتوافق مع رغبة الطرف المحلي في زيادة المساعدات دون الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها في القطاع، مما يزيد من جمود المفاوضات.
يرى أحد المحللين السياسيين أن هذه الزيارة قد تكون مؤشراً خطيراً، حيث يُنظر إليها كتحول في الدور الأمريكي من إدارة غير مباشرة للصراع إلى إدارة مباشرة، خاصة بعد فشل الطرف المحلي في تحقيق أهدافه العسكرية.
من ناحية أخرى، يرى محلل سياسي آخر أن التصريحات المتزامنة مع الزيارة قد تشير إلى إمكانية كسر الجمود من خلال هدنة أطول أو البدء في مناقشة اتفاق شامل، لكنه حذر من أن طرح شرط نزع سلاح "حماس" قد يعرقل المفاوضات مجدداً.
وفي بيان لها، أكدت "حماس" أنها مستعدة للانخراط الفوري في المفاوضات بمجرد وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء الأزمة الإنسانية، مشيرة إلى أن استمرار المفاوضات في ظل التجويع يفقدها جدواها.