ads
ads

المجلس الانتقالي الجنوبي: نقترب من إعلان الدولة ورفض الانسحاب من حضرموت والمهرة

اليمن
اليمن

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن اقترابه مما وصفه بـ«إعلان الدولة» في جنوب البلاد، رافضًا في الوقت ذاته دعوات محلية وإقليمية متزايدة لسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، في ظل تصعيد سياسي وعسكري تشهده المنطقة.

وجاء ذلك على لسان رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، علي الكثيري، خلال لقائه عددًا من وجهاء وأعيان مديرية رخية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، حيث أكد أن الجنوب يمر بـ«لحظة حاسمة» تقترب من إعلان الدولة، معتبرًا أن هذا الهدف بات «شبه مكتمل» وفق تعبيره.

وشدد الكثيري على أهمية توحيد الصف الجنوبي ونبذ الخلافات الداخلية، لا سيما في مديريات وادي حضرموت، داعيًا إلى تحصين الجبهة الداخلية ومنع أي محاولات لإثارة الفوضى أو الانقسامات، حفاظًا على ما وصفها بـ«الانتصارات المحققة» على الأرض.

وفي إشارة واضحة إلى تمسك المجلس بانتشاره العسكري، أكد الكثيري رفض الانسحاب من حضرموت، متحدثًا عن «نجاحات» تحققت مؤخرًا في تعزيز الأمن الداخلي، ومنع حمل السلاح وإطلاق النار، إلى جانب إشراك المواطنين في حماية مناطقهم.

ويكرر المجلس الانتقالي الجنوبي اتهامه للحكومات اليمنية المتعاقبة بتهميش المحافظات الجنوبية سياسيًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن مشروعه يقوم على انفصال الجنوب، في مقابل تمسك السلطات اليمنية بوحدة البلاد ورفض أي مساعٍ انفصالية.

ومنذ أوائل ديسمبر الجاري، تسيطر قوات المجلس الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تمثلان نحو نصف مساحة اليمن، ما أثار اعتراضات داخلية وضغوطًا إقليمية تطالب بإعادة ترتيب الوضع الأمني فيهما.

وردًا على الدعوات المطالِبة بانسحاب قواته، قال الكثيري إن المجلس «لم يعتدِ على أحد في الداخل أو الخارج»، مضيفًا أن ما يجري هو «دفاع عن أرض الجنوب»، ومعتبرًا أن محاولات «شيطنة» المجلس لم تعد تقنع أحدًا، على حد تعبيره. كما زعم أن أبناء حضرموت هم من طالبوا بدعم القوات الجنوبية للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت.

وفي الوقت ذاته، أكد الكثيري حرص المجلس الانتقالي على الحفاظ على علاقات جيدة مع دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، معربًا عن رفضه ما وصفها بمحاولات «كسر إرادة شعب الجنوب» من أطراف قال إنها فشلت في تحرير مناطقها وتسعى إلى تصفية القضية الجنوبية، في إشارة إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا التي تخوض صراعًا مع جماعة الحوثي.

ميدانيًا، شهدت محافظة حضرموت مساء الجمعة تصعيدًا عسكريًا جديدًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، جراء اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي و«حلف قبائل حضرموت»، الذي يطالب بحكم ذاتي للمحافظة.

وعلى خلفية هذه التطورات، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ جميع التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات النظامية في فرض التهدئة. كما جدد مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني فيهما إلى قوات «درع الوطن».

وتُعد قوات «درع الوطن» تشكيلًا عسكريًا أُنشئ عام 2023 بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وتخضع لإمرته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

وفي سياق متصل، حذرت قيادة قوات التحالف من أي تحركات عسكرية من شأنها تقويض جهود خفض التصعيد، مؤكدة أن أي خطوات تهدد أمن المدنيين سيتم التعامل معها بشكل مباشر. كما صدرت مطالبات رسمية بسحب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، في إطار مساعٍ لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

ورغم ذلك، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أنه منفتح على التنسيق مع السعودية بما يضمن المصالح المشتركة، مع تمسكه في الوقت نفسه بما يسميها «تطلعات شعب الجنوب»، في تأكيد جديد على مشروعه الانفصالي الذي يثير جدلًا واسعًا داخل اليمن وعلى المستوى الإقليمي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً