في قرار وصف بالـ "صادم"، صادق "الكابينت" الإسرائيلي (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية) فجر اليوم الجمعة، على خطة لاحتلال كامل قطاع غزة، وهي خطوة أثارت موجة غضب واسعة واحتجاجات عارمة داخل إسرائيل.
وخرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات حاشدة في أكثر من 100 موقع في جميع أنحاء البلاد، مطالبين بإسقاط الحكومة ووقف ما وصفوه بالحرب "الجنونية". وشارك في هذه الاحتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، والتي اعتبرت القرار بمثابة "حكم بالإعدام" على ذويها.
نداء عاجل إلى الرئيس الأمريكي
توجه نحو ألف متظاهر إلى مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب، وآخرون إلى المقر الرسمي في القدس الغربية، رافعين شعارات تناشد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التدخل الفوري. وتضمنت الهتافات شعارات مثل: "أنت وحدك تستطيع التأثير على نتنياهو فرجاء أن تلجمه" و"أنقذ المحتجزين من مغامرات حماس ونتنياهو"، مؤكدين أن قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تنبع من مصالح شخصية وحزبية ضيقة.
في المقابل، أكدت هيئة عائلات المحتجزين رفضها التام للقرار، ووصفت إقدام الحكومة على هذه الخطوة بأنه تخلي رسمي عن المحتجزين، وتجاهل للتحذيرات العسكرية ورأي الجمهور.
اجتماع "الكابينت" يشهد توترًا وصراخًا
جاء قرار الاحتلال بعد اجتماع ماراثوني و متوتر لـ "الكابينت" استمر 10 ساعات، شهد مشادات كلامية حادة بين الوزراء وقادة الجيش. وهاجم الوزراء الجيش لرفضه احتلال القطاع بالكامل، بينما حذر رئيس أركان الجيش، إيال زامير، من المخاطر المحتملة للقرار على حياة المحتجزين والجنود، وتهديده بإغلاق باب المفاوضات.
وأسفر الاجتماع عن خطة تتضمن منح الجيش شهرين للاستعداد، على أن تبدأ العملية العسكرية التدريجية في موعد أقصاه 7 أكتوبر المقبل، مع إجلاء السكان المدنيين إلى مخيمات في مناطق أخرى. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إصراره على استمرار العملية العسكرية حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
ردود فعل المعارضة الإسرائيلية
أثار القرار ردود فعل غاضبة من المعارضة الإسرائيلية التي اعتبرته "مغامرة خطيرة" وتضحية بأرواح المحتجزين. واتهم زعيم المعارضة، يائير لبيد، نتنياهو بالانجرار وراء المتطرفين في حكومته، فيما قال رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير غولان، إن نتنياهو يدمر الدولة لمصالح شخصية، ودعا إلى عصيان مدني لإسقاط الحكومة.
كما انتقد أحمد طيبي، رئيس كتلة الجبهة العربية للتغيير في الكنيست، القرار، واصفًا إياه بأنه "خطوة حزبية داخلية هدفها البقاء السياسي" و"جريمة حرب أخرى تضاف إلى الجرائم اليومية".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
