شنت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا ومتزامنًا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاولة هي الأعنف من نوعها للسيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم. استمر الهجوم العنيف من ثلاثة محاور رئيسية، فيما أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه عن صدّ الهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة، وهو ما يشكل انتصارًا استراتيجيًا للقوات المدافعة عن المدينة.
تفاصيل الهجوم ومجريات المعركة
وفقًا لمصادر محلية، بدأ الهجوم المكثف من اتجاهات الشمال، والشمال الشرقي، والغرب، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف استهدف مواقع الجيش السوداني في وسط المدينة. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة في المناطق الجنوبية من الفاشر، حيث تبادلت القوات المتقاتلة القصف بالأسلحة الثقيلة.
أفادت مصادر إعلامية أن الجيش السوداني والقوة المشتركة، التي تضم فصائل من الحركات المسلحة، نجحوا في صد الهجمات وإجبار قوات الدعم السريع على التراجع، مؤكدين عدم تحقيق أي اختراقات أو تقدم حقيقي من قبل المهاجمين. وقد أسفرت المعارك عن وقوع قتلى في صفوف قوات الدعم السريع، وتدمير عدد من المركبات القتالية.
تحليل أبعاد الصراع ومستقبله في الفاشر
يأتي هذا الهجوم كجزء من سعي الدعم السريع للسيطرة الكاملة على الفاشر، التي تمثل آخر نقطة عسكرية للجيش السوداني في دارفور. السيطرة على المدينة ستمنح قوات الدعم السريع نفوذًا كاملاً على الإقليم، حيث تسيطر بالفعل على أربع من ولاياته الخمس.
من جانبه، أظهرت القوات المدافعة عن الفاشر، المكونة من الجيش والقوة المشتركة، صمودًا لافتًا، وهو ما يعكس أهمية المدينة الاستراتيجية لكلا الطرفين. وقد احتفل حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بهذا الانتصار، مؤكدًا على أن "عزيمتنا لن تلين" وأن هذا الهجوم مجرد "تذكرة ذهاب من دون عودة" لقوات الدعم السريع.
الخسائر والأوضاع الإنسانية
تسببت المعارك والقصف المدفعي المكثف في وقوع آلاف القتلى والإصابات بين المدنيين، إضافة إلى حالة من الحصار والجوع التي تعاني منها المدينة. وقد طالبت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بضرورة فك الحصار عن المدينة لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من الأبرياء العالقين وسط القتال.
الانتصار الذي حققته القوات المدافعة عن المدينة، وإن كان تكتيكيًا، يمثل نقطة تحول هامة في معركة الفاشر، حيث يثبت قدرة الجيش السوداني وحلفائه على الصمود رغم الضغط الهائل. ومع ذلك، فإن الهدوء الحذر الذي عاد إلى المدينة لا يعني نهاية المحاولات، ومن المتوقع أن تستمر قوات الدعم السريع في محاولاتها لإخضاع المدينة في المستقبل.
دلالات الهجوم والتحالفات المتغيرة
الهجوم المكثف على الفاشر يؤكد أن المدينة لا تزال محور الصراع الرئيسي في دارفور. كما أن مشاركة القوة المشتركة بفاعلية في صد الهجوم تسلط الضوء على أهمية التحالفات المحلية ودورها الحاسم في ميزان القوى على الأرض. هذا الصمود يمنح الجيش السوداني دفعة معنوية، وقد يشجع على مزيد من التنسيق مع الحركات المسلحة في مناطق أخرى.