هدد نائب إيراني بارز أوروبا بوضعها في مرمى الصواريخ الإيرانية، وقلل من أهمية تفعيل آلية "سناب باك" التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات الأممية على بلاده، وذلك بعد يوم واحد من تحذير هيئة الأركان الإيرانية الولايات المتحدة وإسرائيل من أي "عمل شيطاني" ضد طهران.
النائب أمير حياة مقدم، العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، وصف في تصريحات لموقع "إيران أوبزرفر" آلية "الزناد" بأنها "لا محل لها من الإعراب"، مؤكداً أن إيران تعيش بالفعل "ذروة العقوبات"، وأن أي خطوة إضافية لن تفاقم الوضع أكثر. وأضاف أن "العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة اليوم بلغت أقصى ما يمكن أن يفرض على دولة، ومن ثم فإن إعادة عقوبات مجلس الأمن لن تضيف شيئاً جديداً، بل تمثل مجرد خطوة سياسية".
تهديد صاروخي للغرب
حول إمكانية استهداف إيران للولايات المتحدة، قال حياة مقدم إن بلاده قادرة على ضربها "من البحر"، مشيراً إلى أن الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري عملت لمدة 20 عاماً على استهداف أميركا عبر السفن والقطع البحرية الإيرانية. وأضاف: "حتى لو لم نصل بعد إلى هذه التكنولوجيا، فإن أميركا تبعد عنا نحو 10 آلاف كيلومتر، ويمكننا إرسال سفننا إلى مسافة ألفي كيلومتر من سواحلها، ومن هناك نستطيع ضرب واشنطن ونيويورك ومدن أخرى بالصواريخ".
وتابع: "جميع الدول الأوروبية الآن في مرمى صواريخنا، ويمكننا باستخدام الصواريخ الحالية ضرب كل هذه الدول. صواريخنا لا تصل فقط إلى فرنسا، بل إلى ألمانيا وبريطانيا وجميع أنحاء أوروبا الغربية والشرقية".
توتر متصاعد واستنفار عسكري
تأتي هذه التصريحات في ظل توتر متصاعد، حيث أصدر الحرس الثوري أوامر لوحداته بالبقاء في حالة استنفار حتى نهاية سبتمبر، تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل يستهدف البنية التحتية. من جانبها، رفعت إسرائيل مستوى التأهب العسكري والأمني، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الدفاع المدني ووحدات الإنقاذ جاهزة لحرب محتملة. وتخشى إسرائيل من تقارير استخباراتية غربية تشير إلى تعاون متزايد بين إيران والصين لإعادة بناء القدرات الصاروخية الإيرانية.
في الأثناء، حذرت هيئة الأركان الإيرانية في بيان رسمي الولايات المتحدة وإسرائيل من ارتكاب أخطاء في الحساب، مؤكدة أنها "لن تتحلى بضبط النفس إذا حدث أي عمل شيطاني". وأضاف البيان أنه "إذا تكرر أي خطأ في الحسابات أو عمل إجرامي، فإن كل ما حال دون ردود أفعالنا الواسعة في حرب الـ 12 يوماً، سيواجَه هذه المرة بمفاجآت جديدة وإجراءات أكثر تدميراً وقوة بمئات المرات".
مسار تفاوضي معقد
رغم التهديدات، تحاول طهران العودة إلى طاولة المفاوضات مع دول "الترويكا الأوروبية" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) مع اقتراب نهاية المهلة التي حددتها تلك القوى لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة. وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، أن بلاده مصممة على مواصلة هذا المسار، لكنه شدد على ضرورة "اليقظة والحذر لضمان عدم استغلال أي طرف هذا الأمر أو استخدامه أداة في الصندوق الأسود لأدوات سياسته الخارجية".
في المقابل، أكدت "الترويكا الأوروبية" في رسالة إلى مجلس الأمن التزامها "استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة لضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً".