ads
ads

أزمة الفاشر: رمز للتخاذل الدولي .. السودان على طريق سيناريو غزة

دارفور
دارفور

تُعاني السودان من صراع يصفه العديد بأنه "منسي" من قبل المجتمع الدولي، على الرغم من فظاعة الانتهاكات وجرائم الحرب التي تُرتكب. مع دخول النزاع عامه الثالث، وصل الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة والنزوح، وتنتشر الأوبئة مثل الكوليرا.

الفاشر تحت الحصار: مقبرة للأحياء

تُعدّ مدينة الفاشر مثالًا حيًّا على الكارثة الإنسانية، حيث تُحاصرها قوات الدعم السريع منذ عام تقريبًا. يعيش ما يقارب 300 ألف شخص في عزلة خانقة، وسط قصف يومي ونقص حاد في الخدمات الأساسية. وتشير التقارير إلى أن العائلات في المدينة باتت تأكل علف الماشية للبقاء على قيد الحياة، في حين تُعاني من سوء التغذية، وقد أُعلن عن وفاة العشرات بسببها.

رغم المناشدات المتكررة من منظمات الإغاثة العالمية، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي، لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، لم يتم تحقيق أي استجابة تُذكر. وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع في الفاشر بالمروع، مشيرة إلى أن المدنيين يُقتلون أثناء محاولتهم الفرار بحثًا عن الأمان.

مسؤولية خارجية تُطيل أمد الصراع

يُشير العديد من المسؤولين والخبراء إلى أن استمرار الحرب يعود إلى عوامل خارجية، وليس مجرد صراع داخلي على السلطة. وقد وصف سفير السودان في المملكة المتحدة الحرب بأنها "مفروضة من الخارج"، بهدف تقويض سيادة البلاد واستقرارها. وأكد أن الدعم الخارجي للجماعات المسلحة، خاصةً من خلال تدفق المرتزقة والأسلحة المتطورة، هو ما أدى إلى إطالة أمد النزاع ومنع التوصل إلى تسوية مبكرة.

وقد أشارت العديد من التقارير الصادرة عن منظمات دولية ومراكز بحثية إلى أن دولة إقليمية تُعد "الراعي الرئيسي" لقوات الدعم السريع، وأن تدخلها يهدف إلى حماية مصالحها واستثماراتها في السودان. وتشير هذه التقارير إلى أن هذا الدعم يُشكل انتهاكًا محتملًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

تجاهل دولي وغضب متزايد

أثارت البيانات الصادرة عن بعض المجموعات الدولية غضبًا واسعًا، لتجاهلها الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، مثل استهداف القوافل الإنسانية وفرض الحصار على المدن. وقد اعتبرت الحكومة السودانية أن هذه البيانات لا تعكس الواقع الميداني وتضع الأطراف المتنازعة على قدم المساواة، رغم أن طرفًا واحدًا هو المسؤول عن الحصار والتجويع.

وقد ناشد رئيس الوزراء السوداني الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكدًا أن التاريخ سيذكر موقفهم من الكارثة، وما إذا كانوا سيسمحون لمدينة بأكملها بالفناء أم سيقفون لحماية الأبرياء.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً