ads
ads

قمة شنغهاي: بكين تستعرض نفوذها الدبلوماسي في مواجهة التوترات الدولية

قمة شنغهاي
قمة شنغهاي

في حدث دبلوماسي ضخم، استضاف الرئيس الصيني شي جينبينغ قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين، بحضور قادة من روسيا، والهند، وإيران، وتركيا، وأكثر من عشرين دولة أخرى. تُعد هذه القمة، التي بدأت فعالياتها الأحد، الأهم في تاريخ المنظمة، وتهدف إلى تقديم نموذج جديد للعلاقات الدولية يكون محوره الصين، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والعقوبات التجارية.

لقاءات ثنائية مهمة وتدابير أمنية مشددة

بدأ قادة الدول التوافد إلى تيانجين، المدينة الساحلية التي تُعد رمزًا للتنمية الاقتصادية في الصين، منذ يوم السبت. واستقبل الرئيس شي جينبينغ بنفسه كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل صباح الأحد، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في أول زيارة له للصين منذ عام 2018، ما يعكس تقاربًا ملحوظًا بين العملاقين الآسيويين.

شهدت القمة إجراءات أمنية وعسكرية مكثفة، حيث انتشرت المركبات المدرعة في الشوارع، وأغلقت مسارات مرورية رئيسية. كما رفعت لافتات في المدينة باللغتين الصينية والروسية، تشيد بـ"روحية تيانجين" و"الثقة المتبادلة" بين بكين وموسكو.

استعراض للقوة وتحدٍ للنموذج الغربي

تأتي هذه القمة في وقت تشهد فيه المنطقة أزمات متعددة، من النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى الحرب في أوكرانيا، مرورًا بالملف النووي الإيراني. تُقدم منظمة شنغهاي، التي تضم عشرة أعضاء وستة عشر دولة بصفة مراقب أو شريك، نفسها كقوة موازنة لحلف الناتو. وتمثل دولها مجتمعة حوالي نصف سكان العالم، و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

تُشكل هذه القمة فرصة للصين لاستعراض قوتها الدبلوماسية والعسكرية، وتقديم نفسها كمركز للاستقرار في عالم منقسم، مع الترويج لنموذج تعدد الأقطاب، في نقد غير مباشر للنهج الأحادي الذي تتبعه الولايات المتحدة.

قمة حافلة باللقاءات

استضافت القمة مجموعة من اللقاءات الثنائية الهامة، أبرزها اجتماع الرئيس شي جينبينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي تناول التطورات الأخيرة في العلاقات بين موسكو وواشنطن. كما التقى شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ووصفا علاقتهما بـ"رقصة التنين والفيل"، في إشارة إلى شراكة البلدين، اللذين يمثلان 2.8 مليار نسمة.

من المقرر أن يجتمع الرئيس الصيني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة النزاع في أوكرانيا، وكذلك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لبحث الملف النووي الإيراني.

بالإضافة إلى قمة شنغهاي، دُعي بعض القادة، بما في ذلك بوتين والرئيس الإيراني، لحضور عرض عسكري ضخم في بكين للاحتفال بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. ويشمل الحضور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي يقوم بزيارة نادرة إلى الصين، في تأكيد على علاقات بلاده الوثيقة مع روسيا والصين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً