في ظل الأجواء السياسية التي تسبق الانتخابات التشريعية المغربية لعام 2026، تتجه الأنظار نحو مؤشرات متعددة قد تكشف عن الحزب الفائز. وبينما يبدو المشهد محصورًا بين حزبين رئيسين، هما حزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الإله بنكيران، وحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، إلا أن هناك عوامل أعمق قد ترسم صورة مغايرة للواقع.
وبعيدًا عن الاستطلاعات الرسمية الممنوعة خلال الحملات الانتخابية، تشير عدة مصادر إلى وجود ستة عوامل رئيسة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات وتكشف ملامح الحزب الأقرب للفوز.
1. انتخابات النقابات: بوصلة مبكرة
غالبًا ما توفر انتخابات ممثلي الموظفين والعمال في القطاعين العام والخاص، والمعروفة بـ"انتخابات النقابات"، مؤشرًا قويًا على توجهات الناخبين قبل الانتخابات التشريعية. يعود ذلك إلى الارتباط الوثيق بين الأحزاب والنقابات في المشهد السياسي المغربي، حيث غالبًا ما تعكس نتائج النقابات ميول القاعدة الشعبية للأحزاب.
2. استطلاعات الرأي غير الرسمية
على الرغم من حظر استطلاعات الرأي ذات الطابع السياسي أثناء الحملات الانتخابية، إلا أن الاستطلاعات التي تُنشر قبل بدء الحملة قد توفر نظرة مسبقة على توجهات الرأي العام. وتكتسب بعض هذه الاستطلاعات، خاصة التي تأتي من مصادر أجنبية، أهمية خاصة، إذ يُنظر إليها أحيانًا على أنها أقرب إلى تسريبات أو معلومات موجهة.
3. إعادة ترتيب البيت الداخلي للأحزاب
تؤكد التجارب السياسية أن قدرة الحزب على ترميم صفوفه الداخلية وتقديم وجوه جديدة ومقنعة للجمهور تعد عاملًا حاسمًا في تحقيق الفوز. في المغرب، شهدت أحزاب مثل العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة تحولات داخلية مهمة، كعودة قيادات بارزة أو انتخاب أمناء جدد. هذه التغييرات قد تعيد للأحزاب زخمها وتأثيرها على الناخبين.
4. رأي المؤثرين والمشاهير
لم يعد الرأي العام مقتصرًا على السياسيين والإعلام التقليدي. ففي عصر التواصل الاجتماعي، أصبح للمشاهير والمؤثرين رأي مؤثر في توجيه توجهات الناخبين. وقد أثبتت حوادث سياسية عالمية أن دعوات شخصيات مؤثرة يمكن أن يكون لها صدى كبير في الشارع، وتؤثر بشكل مباشر على قرارات التصويت.
5. الانطباعات الشعبية على مواقع التواصل
بعيدًا عن الاستطلاعات الرسمية، تعكس منصات التواصل الاجتماعي مشاعر الشارع المغربي الحقيقية. فآلاف المنشورات والتعليقات تُعبِّر عن الانطباعات الشخصية للمواطنين، والتي غالبًا ما ترتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية. وتُعتبر هذه المنصات مرآة حقيقية لمزاج الناخبين، وتُظهر بشكل واضح مدى رضاهم أو سخطهم على الأوضاع الراهنة.
6. التصويت العقابي
يُعد التصويت العقابي سلاحًا قويًا في أيدي الناخبين. ويعبر هذا النوع من التصويت عن رغبة الناخبين في معاقبة الحكومة الحالية على سياساتها أو منع عودة مسؤولين سابقين إلى السلطة. إن بوادر هذا التصويت قد تظهر في المزاج العام وتُستخدم كورقة ضغط كبيرة للإطاحة بتوجهات سياسية معينة.
في الختام، يبقى مصير الانتخابات التشريعية لعام 2026 في المغرب غير مؤكد بشكل قطعي. لكن تحليل هذه المؤشرات الملموسة يوفر رؤية أعمق للمشهد السياسي. فالفوز بالسلطة ليس هو الغاية النهائية، بل الأهم هو انعكاس هذا الفوز على حياة المواطنين وتحسين أوضاعهم.