أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً جديداً بتصريحاته حول جائزة نوبل للسلام، حيث قال إن عدم منح الولايات المتحدة الجائزة عن دور ينسبه لنفسه في إنهاء عدد من النزاعات سيكون بمثابة "إهانة كبرى" لبلاده.
وجاءت تصريحات ترامب مساء أمس الثلاثاء في قاعدة "كوانتيكو" العسكرية بولاية فرجينيا، خلال خطاب أمام كبار القادة العسكريين الأمريكيين، بعد يوم واحد من كشفه خطة لإنهاء الحرب في غزة بالتعاون مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتسائل ترامب أمام الحضور: "هل ستحصلون أنتم على جائزة نوبل؟ بالتأكيد لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئاً على الإطلاق". وأضاف: "سيكون ذلك إهانة كبيرة لبلدنا. أنا لا أريدها لنفسي، أريدها للولايات المتحدة، لأنها تستحقها. ما حققناه لم يحدث من قبل".
وأعاد الرئيس الأمريكي التذكير باستيائه من منح الرئيس الأسبق باراك أوباما جائزة نوبل للسلام عام 2009 بعد أشهر قليلة من توليه السلطة، معتبراً أن ما قدمه هو يفوق بكثير ما نسب لأوباما آنذاك.
وفي خطابه الأخير، كرر ترامب ادعاءه بأنه أنهى سبع حروب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، مشيراً إلى أنه إذا نجحت خطته لإنهاء الحرب في غزة "فإننا سنكون قد أنهينا ثماني حروب في ثمانية أشهر، وهذا أمر غير مسبوق".
غير أن خبراء وباحثين في أوسلو، حيث مقر لجنة نوبل، استبعدوا بشكل قاطع احتمال فوز ترامب بالجائزة هذا العام.
وقال المؤرخ إيفيند ستينرسن، الذي شارك في إعداد كتاب عن تاريخ الجائزة، لوكالة "فرانس برس": "الأمر لا يمكن تصوره على الإطلاق".
بدورها، أكدت اللجنة النروجية لجائزة نوبل أن الحملات الإعلامية والسياسية لن تؤثر على قراراتها، وقال أمين السر في اللجنة كريستيان بيرغ هارفيكن: "بالطبع نلاحظ الاهتمام الإعلامي الكبير ببعض المرشحين، لكن ذلك لا يؤثر إطلاقاً على نقاشاتنا الداخلية".
وتعدد إدارة ترامب قائمة طويلة من النزاعات التي تقول إنها نجحت في إنهائها، من بينها نزاعات بين كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، الكونغو الديمقراطية ورواندا، إضافة إلى نزاعات إقليمية بين وأرمينيا وأذربيجان. إلا أن مراقبين يرون أن كثيراً من هذه الإنجازات إما غير مكتمل أو مبالغ فيه، وهو ما يزيد من الجدل حول أحقيته بالجائزة.