قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع ما زالت تحتجز آلاف المدنيين داخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتمنعهم من مغادرتها، بعدما صادرت جميع وسائل النقل التي كانت تُستخدم لإجلاء النازحين من مناطق الاشتباكات.
وأوضح المتحدث باسم الشبكة، الدكتور أحمد النور، في بيان صدر مساء الأحد، أن عناصر الدعم السريع أعادت بالقوة عدداً من المدنيين الذين حاولوا الفرار من المدينة، بينهم جرحى أصيبوا بطلقات نارية أثناء محاولتهم الهروب، وآخرون يعانون من سوء التغذية والإجهاد الشديد.
وحذر النور من تفاقم الكارثة الإنسانية داخل الفاشر، في ظل شحّ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار احتجاز عدد من الكوادر الصحية، بينما لا يزال آخرون مختطفين من قبل مسلحي الدعم السريع.
وأكد أن بقاء هذا العدد الكبير من المدنيين في ظروف مأساوية، دون غذاء أو رعاية طبية، يهدد بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق.
وطالبت الشبكة بالإفراج الفوري عن المدنيين، وفتح ممرات آمنة لخروجهم إلى مناطق أكثر أمناً، والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول لتقديم المساعدات العاجلة ودفن الجثث المتناثرة في أطراف المدينة، محذّرة من مخاطر بيئية وصحية جسيمة في حال استمرار الوضع الحالي.
كانت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد سيطرت على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي، عقب انسحاب الجيش السوداني منها بعد حصار استمر عدة أشهر.
واتهمت منظمات إغاثية محلية ودولية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بينها القتل والنهب والعنف الجنسي.
وأقرّ دقلو في خطاب متلفز ألقاه الأربعاء الماضي بوقوع “تجاوزات محدودة”، معلناً عن تشكيل لجان للتحقيق فيها، في وقت أعلنت فيه حكومة إقليم دارفور الموالية للجيش مقتل أكثر من 2000 شخص في الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
في سياق متصل، حذرت مصادر إنسانية من أن استمرار إغلاق المدينة أمام المساعدات سيؤدي إلى انهيار الخدمات الأساسية، خصوصاً مع نفاد الإمدادات الطبية والغذائية، وغياب فرق الإغاثة.
كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر يمثل اختباراً جديداً لضمير العالم أمام مأساة دارفور المستمرة.