ads
ads

"المفترِسات" الأوكرانيات.. النساء يقُدن وحدات قتالية على الخطوط الأمامية ضد روسيا

المفترسات الاوكرانيات
المفترسات الاوكرانيات

كييف، أوكرانيا – في تحول لافت يعكس متطلبات الحرب المستمرة، تزايد الوجود النسائي في الخطوط الأمامية للقتال في أوكرانيا، ليصل إلى ذروته بتشكيل أول وحدة قتالية نسائية بالكامل ضمن صفوف الحرس الوطني. هذا التطور يأتي في ظل استمرار الصراع والحاجة المتزايدة إلى القوى البشرية.

تزايد أعداد المجندات وتغيير الأدوار

مع اقتراب الذكرى الرابعة للغزو الروسي، لم يعد مشهد النساء يحملن السلاح أمراً غير مألوف. فقد دفع العجز في القوى البشرية الجيش الأوكراني إلى إجراء تعديلات هيكلية، ألغت بموجبها القيود التي كانت تحصر أدوار النساء بالتمريض والطهي والوظائف الإدارية.

العدد الإجمالي: تجاوز عدد النساء المجندات في أوكرانيا 70 ألف امرأة مطلع هذا العام، بزيادة قدرها 20% منذ عام 2022.

الأدوار القتالية: يخدم حالياً حوالي 5,500 امرأة في مواقع قتالية مباشرة.

خلفية تاريخية: بدأت الإصلاحات في عام 2016، وتوسعت بشكل كبير في عام 2022 لإلغاء القيود التي كانت تمنع النساء رسمياً من الأدوار القتالية، على الرغم من مشاركة بعضهن في القتال سراً قبل ذلك دون الحصول على امتيازات الجنود الرجال.

"المفترِسة": ولادة أول وحدة نسائية

سلّط تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على داريا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي تقود حالياً أول وحدة في الحرس الوطني الأوكراني تعمل بشكل كامل دون وجود رجال.

أبرز مهام الوحدة:

قيادة المركبات: تقود داريا وفريقها المكون من أربع نساء مركبتهم العسكرية بأنفسهن.

الخدمات اللوجستية: يتولين حمل المعدات وصناعة المتفجرات.

المهام القتالية: يُطلقن طائرات مسيّرة مسلحة على طول الجبهة الجنوبية الشرقية، وقد بدأت الوحدة عملياتها القتالية هذا الصيف.

من التسويق إلى الخطوط الأمامية

تظهر قصة داريا كيف دفعها إصرارها إلى كسر الحواجز التقليدية في الجيش:

اندلاع الحرب: في 24 فبراير 2022، توجهت داريا، التي كانت تعمل سابقاً في تسويق منتجات الأطفال، إلى مركز التجنيد في كييف. كانت مجهّزة بدورات متقدمة في القنص، واستخدام البنادق الهجومية، والإسعافات الأولية التكتيكية.

مقاومة المؤسسة العسكرية: واجهت داريا رفضاً في البداية، حيث افترض المسؤولون أنها مسعفة بسبب مظهرها وحقيبة الإسعافات، مؤكدين أنه لن يتم النظر في النساء لأي دور قتالي آخر.

قرار التحول: بعد عام من المحاولات، وإثر استيلاء القوات الروسية على بلدتها في خيرسون، قررت داريا: "قررت ألا أكون ضحية بل أن أكون المفترِسة".

التخصص والقتال: انضمت داريا إلى الحرس الوطني، وتدربت على طائرات الهجوم المسيّرة، وشاركت في أعنف الجبهات، مثل أفدييفكا، حيث كانت المرأة الوحيدة بين 30 جندياً في وحدتها.

يُعدّ هذا التحول دليلاً على تزايد انخراط النساء في صلب العمليات القتالية، مما يعكس تغييراً جذرياً في البنية العسكرية الأوكرانية وفي نظرة المجتمع لدور المرأة في زمن الحرب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً