كشفت صحيفة عبرية عن إقرار رسمي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعجز أجهزتها الاستخبارية عن اختراق قيادة حركة “حماس”، في إخفاق وُصف بأنه أحد الأسباب المركزية لغياب الإنذار المسبق بهجوم السابع من أكتوبر2023، الذي شكّل نقطة تحوّل قاسية في المشهدين الأمني والعسكري بإسرائيل.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة، عن مصادر أمنية قولها إن جهاز الأمن العام (الشاباك)، إلى جانب الوحدة 504 والموساد، لم ينجحوا طوال ما يقرب من عشرين عاماً في تجنيد أي عميل ذي وزن داخل الدائرة القيادية لحركة “حماس”. وأضافت أن هذا العجز البنيوي تراكم منذ ما يُعرف بمرحلة “فك الارتباط” عن قطاع غزة، دون أن تُسجّل اختراقات نوعية تُعتدّ بها.
وأوضحت الصحيفة أن ما توفر لدى الشاباك اقتصر على عملاء من الرتب الدنيا، مشيرة إلى أن هؤلاء لم يقدّموا، قبيل السابع من أكتوبر 2023، معلومات ذات قيمة عملياتية أو إنذارات مبكرة تكشف حجم الهجوم أو توقيته. واعتبرت أن هذا الفراغ الاستخباري أسهم مباشرة في مفاجأة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتركها دون استعداد كافٍ لصدّ الهجوم.
وفي السابع من أكتوبر، شنّت حركة “حماس” هجمات واسعة استهدفت قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل وأسر مئات الإسرائيليين، في عملية قالت الحركة إنها جاءت ردّاً على “جرائم الاحتلال اليومية منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”.
وعقب ذلك، شنّت إسرائيل، بدعم أميركي، حرباً واسعة على قطاع غزة استمرت على مدار عامين، ووصفتها تقارير حقوقية بأنها إبادة جماعية، وأسفرت عن مقتل نحو 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار هائل في البنية التحتية، مع تقديرات لكلفة إعادة الإعمار تقارب 70 مليار دولار.
وفي تقييم لافت، خلصت “يديعوت أحرونوت” إلى أن السابع من أكتوبر كشف متأخراً حقيقة أن “حماس تُعدّ الخصم الأصعب في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى قدرتها على العمل السري والتنظيمي وإدارة منظومة أمنية محكمة حالت دون اختراقها لسنوات طويلة.
ويُجمع مسؤولون إسرائيليون على أن ما جرى في ذلك اليوم يمثل “أكبر فشل مخابراتي وعسكري” في تاريخ إسرائيل الحديث، لما خلّفه من خسائر بشرية ومعنوية، وللضرر البالغ الذي لحق بصورة إسرائيل وجيشها على الساحة الدولية، في وقت تتواصل فيه الأسئلة داخل الأوساط السياسية والأمنية حول مسؤولية هذا الإخفاق، وكيفية تفادي تكراره مستقبلاً.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
