أثارت خطوة إسرائيل الاعتراف رسميًا بإقليم “أرض الصومال” (صومالي لاند) كدولة مستقلة ردود فعل قوية على المستوى الدولي، حيث حذرت الصين السلطات المحلية من الانخراط في أي أنشطة انفصالية أو التآمر مع قوى خارجية. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تدعم وحدة الصومال وسيادته الوطنية، محذرة من أن أي خطوات تهدد هذه الوحدة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي وتعطيل مسارات التعاون الاقتصادي مع دول شرق إفريقيا.
ويأتي التحذير الصيني في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، في ظل التنافس المتنامي بين القوى الدولية على النفوذ في القرن الإفريقي، خصوصًا حول الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق باب المندب. وتشير التحليلات إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" يندرج ضمن استراتيجية إسرائيلية لتوسيع نفوذها في المنطقة، وتثبيت موطئ قدم سياسي وجيوستراتيجي على أبواب البحر الأحمر.
ويعكس الموقف الصيني قلق بكين من تحول أي خطوات انفصالية في الصومال إلى شرارة لتوترات أكبر، بما في ذلك تشجيع حركات انفصالية أخرى في الإقليم. كما يشير إلى أن الصين، بوصفها شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا في شرق إفريقيا، تسعى للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني لضمان استمرارية مشاريعها الاستثمارية والاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والموانئ والممرات البحرية الحيوية.
وعلى الصعيد المحلي، يمكن أن يعقد الاعتراف الإسرائيلي علاقات الصومال المركزية مع الإقليم، ويضع الحكومة في مقديشو أمام تحديات جديدة في فرض سيطرتها على أراضيها، في وقت تواجه فيه البلاد بالفعل مشكلات سياسية وأمنية متعددة. ويصف نتنياهو "أرض الصومال" بـ"الشريك الاستراتيجي" لإسرائيل، ما يسلط الضوء على أهمية الإقليم الجغرافية والسياسية قرب مضيق باب المندب، ويثير تساؤلات حول انعكاس هذه الخطوة على العلاقات بين الدول الكبرى المتنافسة في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا وإثيوبيا.
في المجمل، تعكس هذه التطورات ديناميكية صراع النفوذ الدولي في القرن الإفريقي، حيث تتشابك الاعتبارات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتبرز الحاجة الملحة لدبلوماسية متوازنة لضمان استقرار الإقليم وحماية وحدة الدول المعنية من التدخلات الخارجية التي قد تزيد التوترات وتفتح الباب أمام أزمات مستقبلية أكثر تعقيدًا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
