ads
ads

خلافات السودان واليمن تشتعل إلكترونيًا: هجوم ضابط سعودي كبير على الإمارات يكشف توترات خليجية مكتومة

ضابط سعودي كبير يهاجم الامارات
ضابط سعودي كبير يهاجم الامارات

شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة تصعيدًا لافتًا بين حسابات سعودية وإماراتية، على خلفية نقاشات حادة تتعلق بملفات سياسية إقليمية شائكة، في مقدمتها الأوضاع في السودان واليمن، إضافة إلى الجدل المستمر حول العلاقات مع إسرائيل، ما أعاد إلى الواجهة مؤشرات توتر غير معلنة بين حليفين خليجيين.

وبدأت موجة الجدل بعد نشر العقيد في الحرس الوطني السعودي عبد الرحمن بن خربوش بن هندي الذويبي سلسلة تدوينات هجومية استهدفت الإمارات، مستخدمًا لغة شديدة الحدّة، وهو ما فجّر ردود فعل واسعة ومتبادلة بين الطرفين على المنصات الرقمية.

هجوم مباشر ولغة غير مسبوقة

الذويبي وجّه في تدويناته اتهامات صريحة للإمارات، معتبرًا أنها منخرطة في “التطبيع” ومتهمة بـ”التدخل في شؤون دول عربية”، مستخدمًا أوصافًا أثارت جدلًا واسعًا. وتضمنت منشوراته انتقادات حادة للدور الإماراتي في السودان، لا سيما في ظل الأحداث الدامية هناك، إضافة إلى إشارات ذات طابع ديني وسياسي قوبلت بتفاعل واسع.

وسرعان ما انتشرت تدويناته على نطاق واسع، وتفاعلت معها حسابات سعودية ويمنية معارضة للإمارات، ورافقتها وسوم تتهم أبوظبي بدعم العنف وزعزعة الاستقرار، ما ضاعف من حدة السجال.

ضابط سعودي كبير يهاجم الاماراتضابط سعودي كبير يهاجم الامارات

رد إماراتي غاضب واتهامات بالتحريض

في المقابل، جاء الرد من حسابات إماراتية مؤثرة غاضبًا، إذ اتهمت الذويبي بالتحريض وبالارتباط بما وصفته بـ”حملات إلكترونية منظمة” تستهدف الإساءة للإمارات. وذهب بعض المعلقين إلى اعتبار الهجوم جزءًا من “ذباب إلكتروني” يعمل على تشويه صورة الدولة الخليجية.

وتركزت الردود الإماراتية على التشكيك في دوافع الهجوم، واعتباره تجاوزًا للخطوط، مع التأكيد على أن الإمارات “أكبر من حملات التشويه”، بحسب ما ورد في تعليقات عدة انتشرت تحت وسوم مضادة تتهم أطرافًا سعودية بشن حملات تضليل إعلامي.

دفاع سعودي مضاد وتصعيد متبادل

على الجانب الآخر، دافعت حسابات سعودية مؤثرة عن الذويبي، معتبرة أن ما طرحه يعكس “رأيًا شخصيًا” نابعًا من غضب تجاه سياسات إقليمية مثيرة للجدل. ووجّهت هذه الحسابات اتهامات مباشرة لشخصيات إماراتية بالإساءة إلى السعودية ورموزها الدينية والسياسية، ما زاد من حدة الاستقطاب الإلكتروني.

وتحوّل السجال سريعًا إلى تبادل اتهامات جماعية، خرجت من إطار الشخصيات إلى خطاب أوسع يعكس حالة احتقان بين جمهورين خليجيين، رغم العلاقات الرسمية المستقرة بين الحكومتين.

خلفيات أعمق من مجرد سجال رقمي

يرى متابعون أن هذا التصعيد الإلكتروني لا يمكن فصله عن خلافات غير معلنة بين الرياض وأبوظبي حول ملفات إقليمية معقدة. ففي السودان، تتبادل أطراف إعلامية اتهامات حول دعم قوى متصارعة، بينما يظهر في اليمن تباين واضح في المواقف تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ومسار الصراع. كما يظل ملف العلاقات مع إسرائيل أحد أكثر القضايا حساسية، ويُستدعى مرارًا في الخطاب المتبادل بين أنصار الطرفين.

سجال شعبي لا يعكس المواقف الرسمية

ورغم حدّة التراشق على المنصات، يؤكد مراقبون أن هذا السجال يبقى في إطار حسابات فردية ولا يعبر رسميًا عن مواقف الحكومتين، لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التوتر الشعبي والإعلامي الكامن، ويعكس كيف تحولت الخلافات الإقليمية من غرف السياسة المغلقة إلى ساحات مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتداخل السياسة بالغضب والاصطفاف الحاد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً