وجّه وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، تحذيرًا شديد اللهجة إلى ما وصفهم بـ«فلول النظام المخلوع»، مؤكدًا أن الدولة السورية الجديدة «لن تعود لحظة واحدة إلى الوراء»، وأن أي محاولات لزعزعة الأمن ستُواجَه بحزم.
وجاءت تصريحات الوزير في سلسلة مواقف أعلنها، الأربعاء، عقب أحداث أمنية دامية شهدتها مناطق متفرقة من البلاد خلال الأيام الماضية، واتُّهمت بتنفيذها مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق.
وأوضح خطاب أن وزارة الداخلية عملت منذ الأيام الأولى لما وصفه بـ«مرحلة التحرير» على ترسيخ مفهوم جديد للأمن، يقوم على حماية المواطنين وصون كرامتهم، لا على التخويف أو القمع، مشيرًا إلى اعتماد مدونة سلوك تضبط العمل الأمني وفق أسس قانونية واضحة.
وأشار إلى أن الأداء الأمني شهد تحولًا ملموسًا، مؤكدًا أن رجل الأمن أصبح «في خدمة المجتمع» بعد أن كان يُنظر إليه في السابق كمصدر للخوف، لافتًا إلى أن هذا التغيير انعكس إيجابًا على علاقة الأجهزة الأمنية بالمواطنين.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب هجمات استهدفت عناصر أمن أثناء تأمينهم مظاهرات في مدن بالساحل السوري ووسط البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن والمدنيين، إضافة إلى احتجاجات شهدتها محافظات عدة رفعت شعارات تتعلق بالفيدرالية وحق تقرير المصير.
وأكد وزير الداخلية أن التزام الدولة الجديدة بضبط النفس والقيم الأخلاقية لا يعني الضعف، محذرًا من أن مجموعات وصفها بـ«العبثية والإجرامية» أساءت تقدير هذا النهج، واعتقدت أنه يسمح بتهديد الأمن العام ونشر الفوضى.
وشدد خطاب على أن الدولة ستكون «ملاذًا لكل مظلوم وصاحبة حق»، وفي الوقت ذاته «سيفًا مسلطًا» على كل من يسعى إلى تقويض الأمن أو الاعتداء على المواطنين، داعيًا من وصفهم بفلول النظام السابق إلى التوقف عن أعمال العنف والتخريب.
وختم وزير الداخلية بالتأكيد على أن سوريا الجديدة، بحسب تعبيره، ماضية في طريق البناء والاستقرار، وأن مؤسسات الدولة تمثل الضامن الوحيد لأمن جميع السوريين وحقوقهم، دون تمييز، مشددًا على أن العودة إلى ممارسات الماضي «غير واردة على الإطلاق».