كشفت الخريطة التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول صفقة القرن التي تريد الإدارة الأمريكية فرضها على الفلسطينين عن نقل بلدات عربية تحت السيادة الإسرائيلية لتصبح تحت سيادة فلسطينية مقترحة. وتضم البلدان التي تقترح خطة صفقة القرن أن تنسحب منها اسرائيل هى بلدات كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم، وقلنسوة، والطيبة وكفر قاسم والطيرة، وكفر برا، وجلجوليّة، وهى بلدات تخضع لسيطرة اسرائيل منذ عام 1949 عقب هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948 م ، وإذا انسحبت إسرائيل من هذه البلدات بموجب صفقة القرن المقترحة فسوف يكون الانسحاب السادس لإسرائيل من الأراضي العربية منذ عام 1974 م عندما انسحبت من غرب قناة السويس ثم من سيناء وبعدها من بيروت وباقي الأراضي اللبنانية وجنوب لبنان ثم انسحابها من قطاع غزة وبلدة أريحا وأخيرا انسحابها من الباقورة وأرض الغمر في غور الأردن. وبالرغم من أن انسحاب اسرائيل من كل هذه المناطق في كل مرة كان لسبب مختلف، إلا أن المشترك فيها هو أن انسحاب اسرائيل لأسباب تتعلق بالكتلة السكانية التي تحاصر أى توسع إسرائيلي في الأراضي العربية، لكن اللافت في هذه المرة أن إسرائيل على وشك التخلي عن أراضي احتلتها منذ تأسيس دولة إسرائيل وهذه المرة تنحسب منها طوعا وبدون حرب.
السؤال الصعب هو لماذا تنسحب إسرائيل من أم الفحم وباقي البلدات العربية ؟ مراقبون قالوا إن سبب الانسحاب هذه المرة هو أن إسرائيل تخشي من التمدد الديموغرافي السكان الفلسطيني في هذه البلدات، وهو التمدد الذي يجعل تعداد اليهود أقلية وسط أغلبية عربية أكثرها مسلمون وجميعهم يحمل الجنسية الإسرائيلية ولهم الحق في التصويت والترشيح في الانتخابات الإسرائيلية، بما يعني أن إسرائيل تحاول قدر الإمكان تأجيل انفجار القنبلة السكانية الفلسطينية التي من المتوقع أن تضطر الدولة العبرية في المستقبل للدخول في فيدرالية يكون الأغلبية فيها للعرب داخل فلسطين التاريخية بالكامل من البحر الميت للبحر المتوسط ومن جنوب لبنان إلى جنوب غزة