«خلي بالك من زيزي» يبدو للوهلة الأولى مسلسل اجتماعي كوميدي فحسب، وما أن بدأ عرض الحلقة الأولى توقع الجمهور أن زيزي التي تقدمها الفنانة أمينة خليل تجسد دور المرأة القوية؛ «اللي قادرة على المواجهة والتحدي» كما وصفها رواد السوشيال ميديا، ولكن مع توالي الأحداث نجد إنه يسلط الضوء على معاناة زيزي والطفلة تيتو من بعض الصفات المتشابهة كالحركة السريعة والحيرة وعدم القدرة على التركيز والشعور بسوء الفهم من الآخرين، كل هذه الاضطرابات هي أعراض لمرض «ADHD» الذي يعني فرط الحركة وقلة الانتباه، ما أدى إلى تداول شخصية «زيزي» وتصرفاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليشهد المسلسل إقبالاُ كبيرًا، مما دفع صناع العمل لاستكمال العرض 30 حلقة بدلاً من 15 فقط كما كان مقرر.
امينة خليل خلي بالك من زيزي
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أكد أن الصفات التي يتسم بها كل من زيزي وتيتو هي أعراض مرض «ADHD»، مشيرًا إلى أن أسباب «فرط الحركة» غير معروفة أو محددة حتى الآن، ولكن بعض الدراسات توضح أسبابه ومنها الجينات الوراثية، أو تلقي الأمصال، أو تناول المأكولات المعبأة كالشيبسي، أو إصابة الأم بالحصبة الألماني خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل، أو بسبب بعض الأدوية التي تتناولها الأم خلال فترة الحمل.
مسلسل خلي بالك من زيزي
أوضح فرويز لـ «أهل مصر» أن أعراض هذا المرض تظهر لدى الأطفال في سن 4 أو 5 سنوات، خاصة مع دخول المدرسة، فيلاحظه المعلمون أكثر الأمهات التى تعتقد في بداية الأمر أن حركة ابنها طبيعية كغيره من الأطفال في نفس المرحلة العمرية، ولكن ينتبه المعلم إلى تراجع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطفل، وضرب زملائه، إضافة إلى عدم التركيز وظهور حركات اندفاعية لحظية.
وقال إن 80% من الحالات تتعافى بعد عام من العلاج عن طريق أدوية منشطة تحتوي على مادة «أتوموكسيتين» متفق عليها عالميًا، موضحًا أن مرض فرط الحركة ناتج عن نشاط القشرة تحت المخية، وتعمل الأدوية على تنشيط القشرة المخية، وبالتالي تتوازن القشرتين المخية وتحت المخية ويتم الشفاء.
وأضاف استشاري الطب النفسي أن 15% من الحالات يستمر معها فرط الحركة حتى سن 14 عامًا، أما الـ 5% الأخيرة فقد يستمر معهم المرض لسن كبير كما هو في حالة «زيزي»، وحالات أخرى تستمر مدى الحياة، لذا يجب عليهم الخضوع للعلاج الطبي والنفسي باستمرار، وقد يكون السبب في ذلك تأخرهم في بداية العلاج أو صعوبة الحالة منذ البداية.
وينصح فرويز الأمهات بالتعامل مع الأطفال المصابين بشكل طبيعي، وعدم استخدام أي أنواع العنف أو الضرب معهم، مؤكدًا على ضرورة التعامل معاهم بودٍ وعاطفة شديدة وعدم تعرضهم للتنمر، لتجاوز هذا المرض والشفاء منه.
وأشار إلى ضرورة انتباه الأمهات لابنائهم وملاحظة أعراض المرض مبكرًا، مما يساعد في تلقي العلاج والشفاء، موضحًا أن أبرز الأعراض هي تشتت الانتباه وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، وليس بالضروري أن تبدأ الأعراض بالحركة الزائدة، فقد يأتي فرط الحركة بعد تشتت الانتباه.