تشهد دور العرض السينمائي المصري، تواجد مجموعة من الأعمال؛ ثلاثة منها طرحت في موسم عيد الفطر الأخير، وهي أفلام «واحد تاني» للفنان أحمد حلمي محققاً إيرادات تقترب من 50 مليون جنيه حتى الآن، و«العنكبوت» لأحمد السقا محققا إيرادات تقدر بنحو 30 مليون جنيه، و«زومبي» الذي حصد إيرادات نحو 16 مليون جنيه، أما الفيلم الرابع فهو فيلم فارس بطولة أحمد زاهر، والذي طرح يوم 18 مايو الماضي لكنه لم يحقق إلا إيرادات ضئيلة لم تتخط النصف مليون جنيه إلى الآن.
وصرح الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ «أهل مصر»، عن أفلام موسم عيد الفطر قائلا: 'أحمد حلمي نجح في شباك التذاكر حتى الآن، وتكمن من حصد الإيرادات والسبب في ذلك يعود إلى غيابه عن السينما منذ ثلاثة سنوات، كما أنه نجم صف أول والجمهور يحبه، السبب الآخر نزوله بفيلم كوميدي في عيد الفطر، ومن حسن حظه أن موسم العيد لم يتواجد فيه سوى ثلاثة أفلام فقط، فكل هذه الأمور شكلت فارقا في حصده للإيرادات، لكن على المستوى النقدي الفيلم أقل أفلام أحمد حلمي، وننتظر من حلمي أن يحقق التوازن ما بين الكوميديا الموجودة حالياً وبين السيناريو الجيد، الفيلم به ضحك كثير لكن على ايفهات ونكت، والعمل ليس بقوة أفلامه السابقة مثل عسل أسود وألف مبروك'.
واضاف أحمد سعد الدين: 'بالنسبة لأحمد السقا في «العنكبوت» فأي متفرج يعلم أن السقا في أفلامه يعتمد على المطاردات ومشاهد الأكشن وكل هذه الأمور نفذت بشكل جيد في العمل، والجديد في الفيلم عودة الثنائي السقا ومنى زكي بعد غياب، حيث التقوا من قبل في نحو ستة أعمال وكان ثنائيا ناجحا، وفي الفيلم نستطيع أن نقول إن مشاهد الأكشن متفوقة على السيناريو رغم تأدية منى زكي لدور جيد جدا، وشيماء سيف في النصف الثاني من الفيلم صنعت نوعا من البهجة والضحك، أولا وأخيرا الفيلم تقنيا ركز على الأكشن وأكثر فلم يقدم جديدا'.
وتابع الناقد الفني أحمد سعد الدين:' بالنسبة لزومبي فنستطيع القول إن جمهور مسرح مصر أنتقل مع على ربيع من المسرح للسينما ومن حسن حظه أيضا عدم تواجد أفلام كثيرة في العيد وحقق إيرادات تعتبر نسبيا جيدة، لكن لم نرى فيه أي جديد سواء من على ربيع أو حتى من الفليم، وعلى ربيع ماذا تتوقع منه فهو من الأساس يعتمد على الارتجال ونقل هذا الموضوع من المسرح للسينما، ويعتبر فيلم مواصفات عيد، عبارة عن تكلفة ضعيفة 'وتلم العيدية وخلاص'.
وأكمل:'فيلم فارس مشكلته الأساسية في أن أحمد زاهر نجم تليفزيون أكثر من السينما، ويجب أن نضع هذه النقطة في الحسبان، النقطة الثانية الفيلم وكأنه فيلم سري ودعايته ضعيفة جداً، وهناك عدد كبير من الجمهور لا يعلم من الأساس أن هناك فيلما في السينمات أسمه فارس، ومن قبل أخبرني أحد المنتجين أنه إذا نفذ فيلم بوجوه جديدة فلن يوفر في ميزانيته على الإطلاق لأنه يحتاج دعاية كثيرة جداً حتى يُقبل الجمهور على الفيلم، وبالتالي لم يحقق الفيلم الإيرادات'.
وواصل: 'وليس معنى هذا أن الفيلم سئ لكن بسبب الدعاية لم يسمع عنه الكثيرون، فمشكلة الفيلم تكمن في عدم وجود دعاية، وهذا يرجع للشركة المنتجة، ثانيا الفيلم يتولى بطولته فنان نجم تليفزيون وليس سينما، وأحمد زاهر لكي يقوم ببطولة مطلقة يحتاج إلى الكثير من الدعايا، والتاريخ يخبرنا أن هناك العديد من نجوم التليفزيون لكي يحققوا النجاح في السينما واجهوا الكثير من المشاكل وأبسط مثال فنجم التليفزيون الأول في الثمانينات والتسعينيات كان الفنان محمد وفيق ورغم ذلك نجد أن تاريخه السينمائي كان دورا في فيلم الهروب وكان أعلى شي قدمه، وهنا لا نقلل من أحمد زاهر لكن على الأقل نضع له عناصر نجاح أهمها الدعايا وهي غير موجودة في فارس، وحسين فهمي ليس البطل الأول في الوقت الحالي ، فبالتالي الفيلم كان يحتاج دعاية أكثر'.
الناقد سمير الجمل يحذر: السينمات سوف تغلق أبوابها قريبا
من جانبه قال الناقد الفني سمير الجمل في تصريح لأهل مصر:'نستطيع القول إن أحمد حلمي كان غائبا منذ فترة عن السينما وعن جمهوره، لكن أحمد السقا 'هاري' نفسه في المسلسلات والإعلانات فلا يعتبر غائبا، وممثل السينما في السابق كان غيابه يمثل شوق للجمهور لذلك كان يسعى للذهاب إلى أفلامه لرؤيته، لكن عندما أرى الممثل إمامى 24 ساعة فى اعلانات ومسلسلات فطبيعى لماذا سأذهب للسينما من أجله، ثم أن تقديم أعمال في السينما عبارة عن عنف وضرب نار وشقاوة فكل هذا أصبح متوافرا في المسلسلات فلم تعد السينما شئ خاص كالسابق إلا إذا قدمت موضوعات مميزة للغاية تكون قادرة على جذب جمهور ذواق يستطيع أن ينزل ويشتري تذكرة لكي يشاهد نجم معين، ولم يعد هناك نجم سوبر حاليا من بعد عادل إمام ومحمود عبد العزيز انتهى الموضوع، والنجوم حاليا حارقين نفسهم أول بأول باستثناء أحمد حلمي'.
واضاف الجمل:'لم يعد هناك نجم شباك ولم يعد هناك موسم معين لعرض الافلام كالسابق فالأفلام أصبحت تطرح في أي توقيت مثل المسلسلات، وعندما ننظر على الشباب الموجودين نجد أنهم موجودين في مسرح مصر ليل ونهار على ربيع ومحمد عبد الرحمن واوس اوس ويشاركون في فيلم زومبي ويحاولون تقديم موضوع مختلف والجمهور يذهب لهم ويدرك أن هذه المجموعة يريد منها الضحك فقط، لكن أحمد حلمى صنع لنفسه قاعدة جماهيرية ووضع نفسه في مستوى معين من الأفلام لذلك الجمهور يحاسبه حساب صعب اذا أخفق.
وتابع:'لكن الآخرين وجودهم زي عدمه، فلا يوجد فيلم ملفت للنظر باستثناء أحمد حلمي لان وجوده حدث ولا يكرر نفسه كثيرا، وفيلمه هو الوحيد الذي تراهن عليه، لكن الآخرين ليل ونهار موجودين فلماذا ينزل الجمهور لمشاهدتهم وهم دائما أمامه في المنزل، والتركيبة السينمائية لابد أن تتغير فلا يصح أن نجد نفس موضوعات السينما هي نفس ما يوجد في المسلسلات التليفزيونية، مثل الشعوذة والجدل والاكشن وغيرها وجميعها موضوعات تليفزيونية، السينما يبنغي أن تحتوي على موضوعات خاصة، وصناع السينما إذا لم يفعلوا ذلك السينمات ستغلق خاصة في وجود المنصات'.
وأكمل الناقد سمير الجمل قائلا: 'وهذا تحذير لصناع السينما إذا لم تقدموا أفلام مميزة السينمات ستغلق، لأن النجوم يظهرون علينا ليل و نهار، و أصبحوا مستهلكين في البرامج والمسلسلات، بجانب أن المنصات أصبحت تقدم أفلام جديدة وفي البيوت واى وقت استطيع أن أشاهد كما أريد، والموضوعات مكررة لا يوجد جديد يستطيع الجمهور مشاهدته، فسنجد أنفسنا أمام شيئين، الفيلم الاجنبي سيكون سيد الموقف أو الناس لن تنزل لمشاهدة الأفلام في السينمات خاصة في ظل غلاء الأسعار'.