تصدر اسم الكينج محمد منير، ترند مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، بعدما دخل في نوبة من البكاء على المسرح أثناء غنائه أغنية 'وانا بعشق البحر'، حيث اضطر بعدها لوقف الغناء، إلى أن تدخل أحد أعضاء فرقته، وأعطاه كوبا من الماء حتى يستأنف غنائه.
محمد منير مشوار طويل
ولد محمد منير يوم 6 أكتوبر 1954 في قرية منشية النوبة بأسوان، تلقى منير تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، في أوائل السبعينيات، أحب ممارسة الغناء كهاوٍِ منذ الصغر وكان يغني لرفاقه في الجيش.
تخرج محمد منير في قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وخلال و بعد دراسته استمع إليه زكي مراد الشيوعي النوبي فأوصى عبد الرحيم منصور، الشاعر المعروف آنذاك بالاستماع إليه، وكبرت الدائرة لتشمل أحمد منيب الذي لم يكن أحد قد سمع به، فأخذ في تدريب منير على أداء ألحانه وألحان غيره النوبية، ثم بدأ في الإستعانة بكلمات معارفهم من الشعراء عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد.
وجاءت البداية الحقيقية بانضمام الموسيقار هاني شنودة الذي أضاف للمجموعة كثيرا، عن طريق ألحانه وتوزيعاته غربية الطابع، بل إنه جلب أعضاء فرقته الحديثة وقتها فرقة المصريين ليرددوا ويعزفوا أغاني الألبوم الأول الذي لم يصادفه النجاح.
وتلا ذلك ألبوم من إنتاج نفس الشركة التي اقتنعت بتلك المجموعة، والتي أتى شنودة إليها بيحيى خليل وفرقته، فنجح الألبوم وتبعته نجاحات متتالية في ألبومات نتاج لتعاون كامل مع فرقة يحيى خليل وملحنين وكتاب شباب وكبار، وتنوعت التجارب وأثراها اتجاه منير للدراما، وإشراك فرق غربية أيضا، والغناء بلهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى الجيل وخلطها بين القوالب.
وكان لفاروق الشقيق الأكبر لمنير دورا كبيرا في تشجيعه على الغناء، لذلك كان فاروق منذ البداية هو الأب الروحي لمنير وهو الذي تولى توجيهه ورسم طريقه منذ البداية، كان فاروق يرتبط بصداقة مع اثنين نسجوا بدايات محمد منير الفنية وهم الشاعر 'عبد الرحيم منصور' والملحن الكبير 'أحمد منيب'، وجمع فاروق بين الثلاثي الأسطورة «منير، عبد الرحيم، منيب» وما أن إستمع عبد الرحيم منصور وأحمد منيب إلى محمد منير حتى شعروا إنهم أخيراً وجدوا ضالتهم في هذا الشاب الصغير وأدركوا أنهم في طريقهم إلى صنع أسطورة غنائية حقيقية لا يتبقى لها إلا التوفيق والنجاح حتى تكتمل.
تميز محمد منير عن كافة أبناء جيله بأنه الوحيد الذي كان يحمل مشروعاً غنائياً متكاملاً، لم يأتي إلى القاهرة لكي يبحث عن أعمال فنية لكنه كان فقط يبحث عن جهة إنتاجية بينما مشروعه الفني كان جاهزاً مكتملاً مثلما كان فريداً ومميزاً. فبعد اجتماع الثلاثي «منير – عبد الرحيم – منيب» انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة، الذي أضاف لفريق العمل بألحانه وتوزيعاته الغريبة الطابع.
وتمكن هؤلاء المبدعون من ان ينسجوا سويا خليطاً رائعاً ونادراً من الموسيقى النوبية والسلم الخماسي مع الموسيقى الشرقية مع الموسيقى الغربية لتظهر بذلك الانطلاقة الأولى في تاريخ محمد منير وهو ألبوم «علموني عنيكي» الذي خرج للنور عام 1977، ثم قدم عام 1981 ألبوم «شبابيك» الذي حقق مبيعات هائلة وفي هذا الألبوم انضم إلى فريق العمل الموسيقار يحيى خليل بفرقته التي تولت توزيع الألبوم بالكامل ليكون محمد منير هو أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز، وقد صنف ألبوم «شبابيك» بعد ذلك بسنوات من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين.
لم يكتف منير بالغناء فقط لكنه أتجه كذلك للتمثيل، وكان على موعد مع كاميرا يوسف شاهين حيث شارك في 1986 في فيلم «اليوم السادس» مع الراحلة داليدا، وشارك أيضاً في نفس العام في فيلم «الطوق والأسورة» مع شريهان للمخرج خيري بشارة، وكان فيلم «المصير» هو التعاون الثالث بين منير وشاهين، وانتج الفيلم عام 1997، وشارك الفيلم في العديد من المحافل والمهرجانات الدولية، وتم تكريم يوسف شاهين بجائزة خاصة في الذكرى الـ50 لمهرجان كان السينمائي، وقدم منير أغاني الفيلم في ألبوم حمل اسم الفيلم ومن أهم أغنياته «علي صوتك»، وقد فاز الفنان محمد منير بجائزة أفضل مطرب في مسابقة MEMA يوليو 2008.
لمنير العديد من الالبومات المميزة منها 'شبابيك، وسط الدايرة، يا اسكندرية، اسامينا، فى عشق البنات، احمر شفايف، حواديت، يا اهل العرب والطرب'، وأبرز أعماله على الإطلاق هي غنائه لمقدمة ونهاية المسلسل الكرتوني المصري الشهير بكار حيث حقق بغنائه لتترى البداية والنهاية نجاحا كبيرا في مختلف الأوساط والأعمار، داخل مصر وبجميع الدول العربية.
حياته الشخصية
كشف محمد منير عن خبر زواجه على فتاة من أصل نوبي، تعيش في باريس تدعى داليا يوسف بتاريخ 18 أبريل 2014، إلا أنه إنفصل عن زوجته بشكل مفاجيء وصادم لجمهوره بعد أقل من شهرين من الزواج.