اعلان

في ذكرى رحيل العندليب.. خطأ طبي أنهى رحلة الإبداع والألم

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ
كتب : ندى صدقي

حل اليوم ذكرى رحيل الفنان والمطرب المبدع عبد الحليم حافظ أو 'عبد الحليم على شبانة' حيث إنه توفى بعد صراع مع المرض في ذلك اليوم 30 مارس عام 1977 في لندن ، توفى عبد الحليم تاركا لنا إرثا من الفن العظيم لا ينسى أبدا ومازالنا نتذكر موسيقاه وألحانه مع كل ذكرى تمر علينا فهو من غني للحبيب وللفراق وغنى للأم وغنى للوطن.

نالت منه الكثير من الشائعات على رأسها علاقته بالفنانة سعاد حسني ، أغانية أحدثت طفرة في الغناء بذلك الوقت فالجمهور كان معتاد على أم كلثوم وعبد الوهاب وجاء عبد الحليم بالأغاني الشبابية وذات الريتم السريع نسبيا مما لاقى غضب الجمهور في ذلك الوقت حتى إنهم حدفوه بالطماطم مع أول قصيدة يغنيها وهي صافيني مرة ، سنتحدث في ذلك التقرير عن حياة عبد الحليم مع المرض وكيف توفى .

عبد الحليم حافظ

عبد الحليم حافظ

بدايته

ولد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929 ، كان يتيم الأم والأب وهو مازال في عامه الأول وعاش مع خاله ،وفي كل صباح كان يحمله أخوه الأكبر إسماعيل شبانة و يذهب به إلى العمة زينب إحدى سيدات القرية يسألها عن آي امرأة تكون قد ولدت هذا الأسبوع فتدله عن عنوان أي امرأة وضعت حديثا فيدق بابها لتحمله وترضعه.

وكان له ثلاث أخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا ، وكان إسماعيل شبانة يعمل مطربا ومدرسا للموسيقى في وزارة التربية ، التحق عبد الحليم بالمدرسة ومنذ دخوله وهو محب للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته ، ومنذ ذلك الوقت بدء حبه للغناء والموسيقى يكبر معه ، وبعد ذلك التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم تلحين وكان عام 1943 ، وفي ذلك الوقت التقى بكمال الطويل طالب معه في المعهد ودرسا معا وتخرجا في نفس العام .

أول مرة يغني عبد الحليم تم حدفه بالطماطم

كانت أغنية (صافيني مرة ) هي تلك الأغنية التي تقابل فيها مع المهندس الزراعي محمد الموجي الذي ترك الوظيفة الميري ليقوم بتلحين تلك الأغنية غني حليم الاغنية ولكنها لم تلق قبولا من الجمهور، فلم يكن الجمهور مؤهلا لسماع مثل هذا النوع من اللأغنيات الأمر الذي جعل من الجمهور يقوم بقذفه ب (البيض والطماطم ) ماجعل العندليب يصاب بخيبة أمل وإحباط شديد ولكنه في حفل إعلان الجمهورية غناها مرة أخرى حتي فوجئ بترحاب وقبول من الحضور، الأمر الذي شجعه علي غناء أغنية (علي قد الشوق ) ليعلن بذلك عن ولادة نجم ومطرب واعد في عالم الغناء والطرب.

ذاع صيته وتعددت نجاحاته وبدأ كبار الملحنين ومشاهير الشعراء يطلبون وده ويتقربوا منه حتي أنتجوا معه أعذب الأغاني وأشجي الكلمات ، حتي وصل صيته الي الوطن العربي وأصبح هو المطرب الأوحد الذي تربع علي عرش الأغنية الرومانسية والعاطفية والوطنية أيضا مما دعا الصحفي جليل البندراي يطلق عليه (العندليب الاسمر ).

وفي عام 1956 بدأت أعراض مرض البلهارسيا تظهر عليه ، وبعدها حرب 67 بعام غنى حفلته الشهيرة في قاعة ألبرت هول في لندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان .

أغاني عبد الحليم

غنى عبد الحليم الكثير من الأغاني العاطفية والوطنية والدينية ونذكر منها 'صافيني مرة ، إحنا كنا فين ، على قد الشوق ، توبه ، ياخلي القلب ، في يوم في شهر في سنة ، موعود ، لقاء ، رسالة من تحت الماء ، حبيبها ، قارئة الفنجان ، جانا الهوى ، حبيبتي من تكون ، من غير ليه ، حلو وكداب ' وكذلك الأغاني الوطنية مثل 'لعهد جديد ، إحنا الشعب ، على أرضها ، إبنك يقولك يابطل ، حكاية شعب ، صورة ، عدى النهار، أحلف بسماها ، البندقية إتكلمت ، النجمة مالت على القمر'

وقام ببطولة الكثير من الأفلام على رأسهم ' لحن الوفاء وكان أول أفلامه ، أيامنا الحلوة ، ليالي الحب ، أيام وليالي ، موعد غرام ، دليلة ، بنات اليوم ، فتى أحلامي ، شارع الحب ، حكاية حب ، البنات والصيف ، يوم من عمري ، الخطايا ، معبودة الجماهير ، أبي فوق الشجرة'

علاقة عبد الحليم بسعاد حسني

ظهرت شائعات كثيرة حول علاقة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني ، ويقول في ذلك الناقد الفنى أشرف غريب بكتابه 'العندليب والسندريلا.. الحقيقة الغائبة' جاء رحيل عبد الحليم حافظ فى الثلاثين من مارس 1977 ليعيد إلى الأذهان سؤالا ظنه الكثيرون قد مات قبل موت العندليب نفسه بفعل توالى سنوات السبعينيات: هل عاش عبد الحليم وسعاد حسنى قصة حب حقيقية. أو بعبارة أكثر تحديدا: أحبها أم لم يحبها؟ أحبته أم لم تحبه؟

عبد الحليم

عبد الحليم حافظ وسعاد حسني

وظل السؤال مطروحا على هذا النحو حتى عام 1992 يلح تارة على عشاق النجمين، ويتوارى أخرى فى خضم أحداث ربما لم تكن لتسمح بالتوقف أمام هذا الأمر، سعاد حسنى نفسها وفى المرتين الوحيدتين اللتين جرؤ فيهما محاوروها على فتح هذا الموضوع، أكدت أن ما كان يجمعهما هو حب أخوى وحالة صداقة قائمة على العرفان، بفضل الرجل الذى وقف بجانبها فى بداياتها الفنية ليس أكثر، رغم أن كل الأدلة والشواهد التى تحدثنا عنها سابقا واعترافات حليم وسعاد نفسيهما فى مناسبات شحيحة كانت تؤكد أن ما بينهما كان أكثر مما ذهبت إليه السندريلا بكثير ومن ثم ظلت الحيرة قائمة : أحبها أم لم يحبها؟ أحبته أم لم تحبه؟ إلى أن حدث شيء مهم أعاد صياغة طرح السؤال، ودفعه إلى واجهة الأحداث الفنية.

مرض عبد الحليم

أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد بسبب مرض البلهارسيا، وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956م عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.

الأطباء الذين عالجوه في رحلة مرضه: الدكتور مصطفى قناوي، الدكتور ياسين عبد الغفار، الدكتور زكي سويدان، الدكتور هشام عيسى، الدكتور شاكر سرور، ومن إنجلترا الدكتور تانر، الدكتورة شيلا شارلوك، الدكتور دوجر ويليامز، د.رونالد ماكبث، ومن فرنسا د.سارازان فرنسا.

وفاته

توفي في 30 مارس في لندن عن عمر ناهز الـ 47 عام ، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه التهاب كبدي فيروسي (فيروس سي) الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعائه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبد الحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.

حزن الجمهور حزناً شديداً حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر ، وقد شيع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري جمال عبد الناصر والفنانة أم كلثوم سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً