تحل اليوم ذكرى وفاة المطرب محمد رشدي أو كما يطلق عليه 'نجم المواويل ومجدد الأغنية الشعبية'، حيث توفى في مثل ذلك اليوم 2 مايو من عام 2005 أي من 18 عاما.
كان محمد رشدي حافظا للقرآن الكريم وجاء من مدينته دسوق بمحافظة كفر الشيخ إلى القاهرة ليلتحق بمعهد فؤاد للموسيقى 'معهد الموسيقى العربية حاليا' ، وكانت أول أغانية 'قولوا لمأذون البلد'، وغنى محمد رشدي الكثير من الأغاني الوطنية والدينية، وفي هذا التقرير نتحدث عن أهم محطات في حياة الراحل محمد رشدي.
بدايته الفنية
ولد محمد رشدي في 20 يوليو عام 1928، في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وجاءت أولى خطواته تجاه الفن عندما إلتقى بأم كلثوم في إحدى حفلاتها بمدينة دسوق أثناء مولد إبراهيم الدسوقي، ونجح محمد رشدي في أن يصل لها ويسمعها صوته وأعجبت جدا بصوته وشجعته أن يكمل دراسته والغناء معا، وبالفعل قام رشدي بإقناع والده بضرورة دراسته للموسيقى بعد أن أعجبت به أم كلثوم، وذهب إلي القاهرة والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى وتخرج عام 1949 مع سبعة فقط من الدارسين من أصل 57 طالبا، حيث درس التواشيح على يد الشيخ درويش الحريري.
بدأ محمد رشدي في الغناء الفردي في الحفلات وكانت بدايته مع الملحن محمد الموجي بأغنيته الشهيرة 'تحت الشجر ياوهيبة' وكذلك أغنية ' يـ أم الطرحة معطرة ' والقمر قمرين، وزادت شهرته عندما قام بتلحين بعد الأغاني لنفسه مثل أغنية عدوية، تحت الشجر يا وهيبة، وكعب غزال، وياليلة ما جانى الغالى،شال الهوا شاله من تلحين أحمد صدقى، وسجل أيضا للإذاعة ملحمة أدهم الشرقاوي التي كتبها الشاعر محمود إسماعيل، وأخرجها يوسف الحطاب، وغنى فيها محمد رشدي 85 موالًا من ألحانه تروى حكاية ذلك البطل الشعبى فحقق شهرة كبيرة وأصبح العمل من الكلاسيكيات في الإذاعة.
أفلام محمد رشدي
قدم محمد رشدي خلال مشواره الفني سته أفلام فقط وهي '6 بنات وعريس، حارة السقايين، عدوية، ورد وشوك، فرقة المرح، السيرك'، واستغل المخرج والمنتج كمال صلاح الدين نجاح أغنية عدوية التي كتبها عبد الرحمن الأبنودى وقدم لمحمد رشدى فيلما بنفس الاسم وهو أول وآخر بطولة سينمائية له شاركته فيه ناهد شريف ولم يلق الفيلم النجاح المنتظر.مطرب الخدامين
جاءت تسميته بمطرب الخدامين حينما أطلق عليه الكاتب محمود السعدني ذلك الاسم، وقال محمد رشدي في أحد اللقاءات على ذلك: 'يرجع ذلك إلى أنني غنيت لطبقة لم يكن أحد يجرؤ أن يغني لها من قبل، فغنيت عدوية وحسن المغنواتي، وهذا بسبب تغير الظروف الاجتماعية في مصر عام 1961، حيث ظهرت قوانين الإشتراكية ومكاسب العمال والفلاحين، فكان لابد من ظهور شاعر وملحن ومغن ليعبروا عن كل هذا، ولكن في معظم مجالات الحياة الأخرى، ففي الأدب ظهر جيل مثل يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوي وعبرا عن الفلاح والعامل'.وعن سبب عدم اتجاهه للغناء الرومانسي وأختيار الأغاني الشعبية قال محمد رشدي: 'حين بدأت الغناء في بداية الخمسينات كانت الرومانسية مسيطرة على البلاد، فكان من الطبيعي أن أغني أغاني عاطفية مثل 'يا محيرين النوم'، و'يا ناس حبيبي فين' و'على الجبين مكتوب' حتى أواكب السوق لكن لم يلتفت لي أحد، في حين انه عندما غنى عبد الحليم حافظ أغاني عاطفية في الفترة نفسها، التف حوله الجمهور وصدقه ولم يصدقني، وذلك لأنني لم أكن اغني في منطقتي، فأنا صوت يعبر عن تراث وقضايا وعن نبض الشعب المصري'
وتابع محمد رشدي خلال اللقاء إنه كتب عنه الأديب إحسان عبد القدوس وعن صوته حيث قال ' محمد رشدي علامة في تاريخ الأغنية الشعبية من عصر الترجمة والتعريب إلى عصر اكتمال الشخصية الشعبية'.. فكان الاتجاه إلى الاغنية الشعبية مع عبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، وكانت أغنية أدهم الشرقاوى بداية شهرتي الفنية '.
فلاح من دسوق
كان محمد رشدى يفتخر بنفسه ويقول: أنا فلاح من دسوق وعارف يعنى إيه واحد يرتبط ببيئته، مصر عاشت على نوعين من الغناء، غناء فى الحوارى والغيطان، وغناء الصالونات الموجه إلى فئة معينة، وهذا النوع كان هو الرسمى، وسيد درويش استثناء لأنه غنى وهو عارف بيغنى لمين، وجاء الأبنودى ليجعل غناء الحوارى والغيطان على كل لسان.وفاته
توفى محمد رشدي في يوم 2 مايو عام 2005 عن عمر ناهز الـ 76 عاما، بعد صراع طويل مع المرض دخل على إثره المستشفى قبل وفاته بشهر ونصف بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد وكذلك إصابته بالفشل الكلوي، مما تسبب في وفاته تاركا إرثا من الفن لا ينسى.