في مشهد مأساوي راح ضحيته الطفل محمد حسين عبد المجيد، الذي لم يتعدى الـ10 أعوام؛ وذلك بعدما انساق خلف إحدى الألعاب على تطبيق الفيديوهات 'تيك توك' وتسمى 'تحدي المشنقة'، الذي فارق الحياة بعدها.
'أنا هموت مشنوق ياماما'.. كلمات مؤثرة قالها محمد حسين عبد المجيد، لوالدته، قبل خوضه لعبة المشنقة بتتحدي عبر تطبيق الـ'تيك توك'، تدعو لمسابقة لمن يمكث مدة أطول على المشنقة، الذي أنهت حياته مشنوقا بسطح منزله، ولم يتخيل أنها ستكتب السطور الأخيرة في حياته، ليصبح ضحية.
الطفل المنتحر
مسرح الجريمة
وعلى بعد أمتار من قسم شرطة المطرية، يقع العقار الذي كان يقطن فيه الطفل 'محمد حسين'، وأشقائه الأربعة برفقة والدتهما بعد طلاقها من والدهم، في شارع 'محمد حسن الشحات' الذي شهد الواقعة.
كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصر الخميس قبل الماضي، عندما صعد الطفل الي سطح المنزل، 'رايح فين يامحمد طالع فوق تعمل إيه'، قالتها والدته فور أن شاهدت خطواته المسرعة على سلالم العقار، وقام بربط حبل بكانش المروحة، فور استعداده لتحدي لعبة المشنقة، ولم يعلم أحد على مايفعله.
وبعد مرور أكثر من 5 ساعات، على غاب الطفل عن أعين والدته وأشقائه 'محمد فين ياماما دا مش موجود من العصر'، وبخطوات مسرعة صعدت الأم للبحث عن طفلها الوحيد، للتأكد بتواجده أعلى العقار، فشاهدته معلق بحبل من رقبته، مفارقا الحياة.
وانتقلت 'أهل مصر' إلى مكان الواقعة لكشف، التي قضت قرابة 120 دقيقة، عند منزل الطفل، الذي أصبح حديث الساعة، لكشف ماحدث.
جار الضحية
شهود عيان يرون الواقعة
جلس الأسطى 'حسن محمد'، (58 سنة)، على مقعد خشبي يمارس مهنته (استورجي سيارات) أمام منزل ضحية التيك توك، يرتدي كمامة سوداء اللوان، خوفا من تفشى فيروس كورونا المستجد، وبسؤاله عن أحداث الواقعة، بصوت متحشرج تقطعه الدموع، قائلا: 'الطفل صعد الي أسفل العقار الذي يقطن به، وقام بربط حبل في سطح العقار، وبدأ تحدي اللعبة، وعندما غاب لأكثر من ساعات، وسمعت صوت صرخته، صعدت أسرته فوجدته معلقا بحبل مربوط في (كانش) المروحة.
ويضيف قائلا:' إن الطفل محمد حسين، وحيد أسرته على 4 بنات، أسرته حسنة السمعة والكل يشهد بأخلاقهم كل الناس زعلت عليه كان طفل بشوش مضحك دايما'، مكملا:' بتمني البرامج دي تتحذف لأن أولادنا في خطر، والأطفال والشباب دلوقت أصبحوا في عزلة تامة لانشغالهم بالنت والبرامج الملهية'.
وبمحاولات عدة، مع أسرة الطفل، الذي رفضت الحديث عنه، لمعرفة كيف حدث، وعن اللحظات الأخيرة في حياته،' ابننا مامتش مقتول، وهناخد حقه من البرامج القدرة اللي الناس مش حاسة بخاطرها على أولادنا'.
ويقول سيد أبو عمرو مدرس اللغة الفرنسية، من جيران الضحية :' من يوم وفاة الطفل والشارع كله حزين عليه، لأن والده سمعته كويسة والجيران يشهد لهم بحسن الخلق، ويعمل سائق، والدته بتبقى ماشية في الشارع تايهة حزينة على فراق أبنها الوحيد الذي كادت تنتظره لسنوات'.
تفاصيل الحادث، بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة المطرية إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة طفل مشنوقا داخل منزله بشارع محمد حسن الشحات بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة 'م. ع' طفل في بداية العقد الثاني من عمره، مدلي من سقف الغرفة محل إقامته، وبسؤال أسرته بقيامه بالانتحار شنقًا بسبب قيامه بتحدي الشنق الموجود على تطبيق تيك توك، ولم يتهموا أحدا في ذلك، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
حرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات والتي أمرت بانتداب الطب الشرعي لمعاينة جثة الطفل، كما أمرت بالتصريح بالدفن عقب ورود قرار الصفة التشريحية.