مشاهد كثيرة من الأسى والحزن اختلطت بالمرارة، انتابت سكان العقار رقم 50 بشارع قصر النيل في وسط العاصمة، فتبدلت أحلام اليقظة إلى أحلام حقيقية استيقظ على إثرها قاطنو العقار، لتتبدل حياتهم إلى حزن عميق وألم لا يقوون عليه جراء انهيار العقار الذي يختبأون بداخله من غدر الزمان.
التف الأهالي والمارة حول العقار، تدور الأسئلة في أذهانهم ويقف العشرات من الجيران في محاولة لمعرفة ماذا جرى؟، فجأة تصل قوات الشرطة ورجال الإطفاء وسيارات الإسعاف سريعًا نحو العقار، الجميع مشغول بتحديد عدد العالقين داخل العقار وإمكانية الوصول إليهم.
آثار انهيار العقار رقم 50 بقصر النيل
يتذكر الشاب الثلاثيني، أحمد السيد، موضحا أنه رأى رجال الإطفاء يهرولون سريعا في محاولة منهم لإخراج السكان خارج حيز العمارة، مضيفا أنه في بداية الأمر شعر بهزة أرضية، فاعتقد أنها أضغاث أحلام، حتى فاق من غفلته على كارثة انهيار العقار، ليهرول مسرعا مفزوعا نحو غرفة أبنائه.
ونقل عم ياسين، بواب عمارة ملاصقة للعقار المنهار، عن أحمد، مشيرا إلى أن الأخير نسي وجود أبنائه في رحلة مصيف، ليقرر وقتها بالتمام الفرار خوفا من الدمار والموت، وتابع في تصريحات لـ 'أهل مصر' : 'لقينا الدنيا كلها تراب والشقق بتدربك.. الوضع كان صعب'.
'جريت على العمارة بسرعة وأنا خايف .. بس أعمل ايه ده الجار لجاره'، يقول عم ياسين، لافتا إلى أن سكان العمارة لم يشغلهم في تلك اللحظات سوى الخروج منها فقط، غير أن الجميع أصيب بالحسرة والأسى جراء تحطم محلات الملابس والمكاتب الإدارية الواقعة أسفل العقار.
'البحث عن المصير'، كلمات دارت في رؤوس ساكني العقار، في رغبة ملحة منهم لمعرفة أين سيقضون ليلتهم البائسة تلك التي تحطمت فيها أحلام إقامتهم في العمارة ذات الطابع المعماري الكلاسيكي، الذي يزيد تاريخ بنائه عن 50 عاما من الزمان، بما يعادل نصف قرن.
الكل في تخوف عن سيناريو الإقامة، فما تعرض له العقار شعر به السكان كأنه زلزالا مخيفا، يتابع عم ياسين مشيرا إلى أن العقار انهار في خمس دقائق بالتمام والكمال، ما دفع سكان العقارات المجاورة إلى إحكام غلق نوافذ شققهم من شدة حادث العقار رقم 50 .
سكان المنطقة لم ينتظروا كثيرا حتى تأتيهم الأخبار رسميا، اتجهوا مسرعا بخطوات حذرة إلى مكان الحادث، فوجدوا رجال الشرطة قد أغلقوا الشارع ومنعوا دخول أحدا إلى موقع العقار المنهار.
نقل المسعفون بعض من مصابي العقار، وتخطت أعدادهم 18 ساكنا، تنوعت إصاباتهم ما بين الجروح والكدمات الشديدة، فيما فرضت قوات الشرطة كردونا أمنيا في محيط المكان، وجاء ذلك بالتزامن مع وصول اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة رفقة عدد من قيادات المحافظة ومدير أمن العاصمة اللواء أشرف الجندي، لتفقد الحادث والتوجيه بتشكيل لجنة فنية لفحص العقارات المجاورة لضمان عدم تأثرها من الانهيار.
لم يصدق 'أحمد' أنه 'صار بلا مأوى' في لحظات معدوة، حسبما أشار أحد السكان هناك ويدعي مايكل جورج، في تصريحات لـ' أهل مصر'، لافتا إلى أن أعين المارة قبل سكان العقار أصابتها الحسرة والندامة، جراء الحادث الأليم.
ونجحت قوات الحماية المدنية في إنقاذ 10 أشخاص وإسعاف اثنين بالموقع ونقل شخصين لمستشفى أحمد ماهر حتى الآن، من موقع العقار المنهار بشارع قصر النيل، ودلت التحريات على أن العقار المنهار رقم 50 شارع قصر النيل يقع على مساحة 1500 متر ومكون من أرضى وأربعة أدوار، وتم فصل كل المرافق عنه، ويوجد به شركة صرافة بالدور الأرضي ومصنع ومحلات ملابس ومكاتب إدارية ومعرض موبيليا مغلق وجار رفع آثار الحادث.
تمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، اليوم السبت، من إنقاذ 8 أشخاص من العالقين في انهيار عقار قصر النيل بوسط القاهرة، ودفعت قوات الحماية المدنية بسلالم هيدروليكية لإنقاذ العالقين داخل العقار المنهار جزئيًا بشارع القصر بمنطقة قصر النيل، وفرضت قوات الأمن كردون أمني في المنطقة، وإغلاق الشوارع جانبية للقيام القوات بالمهام.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغاً بوقوع حادث الانهيار، وفرضت أجهزة الأمن والمحافظة كردونا أمنيا في محيط العقار المنهار، وتم عمل تحويلات مرورية بالشارع.
أخلى رجال الحماية المدنية بالقاهرة عقارين مجاورين للعقار المنهار بشارع قصر النيل، حرصًا على سلامتهم لحين الانتهاء من رفع ركام العقار المنهار بالشارع، فيما يستمر رجال الإنقاذ فى عمليات البحث لاستخراج أي مفقودين، فيما يستمع رجال المباحث لأقوال شهود العيان وسكان العقار المنهار بشارع قصر النيل للوقوف على ملابسات الواقعة، كما سيتم استدعاء صاحب العقار للاستماع لأقواله وإجراء التحريات اللازمة وجمع المعلومات حول الحادث، ويستكمل رجال الحماية المدنية عمليات البحث ورفع الركام للبحث عن أشخاص مفقودة.