أمضى أحد ضباط الشرطة المفصولين من الخدمة، فترة طويلة من شارع إلى آخر في مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، برفقة أحد سماسرة الأطفال ممن تعملّن كخادمات بالمنازل، بحثًا عن طفلة مناسبة، حتى تم العثور على 'أمنية' البالغة من العمر 9 سنوات، ليخبر من معه أنها مناسبة للعمل الذي سيوكل لها.
جرى الاتفاق بين الطفلة والضابط المفصول على الراتب الذي من المقرر أن تحصل عليه، حتى تم الاستقرار على تقاضيها 4 آلاف جنيه شهريًا، مقابل عملها كخادمة في منزله، الذي يعيش فيه مع زوجته المغربية الجنسية، وطفليهما.
فرحت الطفلة كثيرًا بعدما علمت بالمبلغ الذي سوف تحصل عليه نظير عملها، حتى أنها نسيت أي أمور أخرى قد تتعرض لها، وذهب حيث مكان عملها بمنزل المذكور، ومرت الأيام، حتى وجدت 'أمنية' نفسها ضحية للتعذيب على أشخاص تجردوا من مشاعرهم الإنسانية، من حتى وصل الأمر إلى حروق في الجسد وآلام بالبطن، ثم تركوها دون أدنى شعور بالذنب لفعلتِهم الشنعاء.
آثار التعذيب
عادت الطفلة إلى منزل أسرتها بسيدي سالم، غارقة في دمائها وعليها آثار تعذيب، وما أن رأى والدها ما بها، حتى سألها: 'قوليلي يا بنتي مين اللي عمل فيكي كدا؟'، ليقرر بعدها بالذهاب إلى قسم الشرطة وتحرير محضر ضد 'ك.خ'، 40 عامًا، ضابط شرطة مفصول، يقيم بمحافظة الجيزة، وزوجته مغربية الجنسية، يتهما فيه بتعذيب ابنته.
والدا الطفلة، قال في التحقيقات، إنه فوجئ بالمتهم يحضر له ابنته وبها تشوهات في وجهها وآثار حروق في جميع أنحاء جسدها، وفي حالة إعياء شديدة، قبل أن يتركها له مغادرًا سيدي سالم، متجهًا إلى محل إقامته بمحافظة الجيزة.
واستمعت الشرطة إلى أقوال الطفلة المعتدى عليها، والتي قالت إنها كانت تعمل خادمة عند الضابط المفصول وزوجته المغربية، واعتاد كلاهما تعذيبها بإلقاء المياه الساخنة عليها، وكذا إلقاء مادة سائل الكلور على أماكن الحروق التي ظهرت في جسدها.
أمنية ضحية التعذيب
وأضافت الطفلة، أنهما لم يكتفيا بذلك بل واصلا ممارستهما تعذيبها بقص شعرها، وإطفاء السجائر في أماكن حساسة من جسدها، وقطّعوا أجزاء بسيطة من أذنها بآلة حادة، دون معرفة أسباب فعلهما ذلك سوى معاملتها كخادمة تستحق العقاب من نفس النوع بسبب تأخرها في تنفيذ المطلوب منها أحيانًا.
وجرى نقل الطفلة إلى مستشفى طنطا الجامعي في حالة سيئة، بعدما رفض أطباء مستشفى كفرالشيخ العام استقبالها لخطورة حالتها الصحية، فيما تبين من التقارير الطبية، إصابتها بحروق من الدرجة الأولى بنسبة 70%، وتشوهات بعينها تحتاج للتدخل الجراحي بمعرفة المختصين في طب العيون.
وتحدث أحد أفراد أسرة الطفلة ويدعى 'حسن إبراهيم'، إن 'أمنية' كانت تعيش مع والدتها بعد انفصال والدها عنهم، لافتًا إلى أنها كانت تعمل كخادمة في منزل المتهمين دون علم أسرتها.
وأشار 'إبراهيم'، إلى أن المتهمين تواصلوا معم، وعرض عليهم مبلغ مادي مقابل التنازل عن حق الطفلة، مؤكدًا أنهم لم يقبلوا أي مبالغ وواثقين في قضاء مصر العادل.
وتمكنت رجال الشرطة من إلقاء القبض على الضابط المفصول، وجرى اقتياده إلى قسم أول شرطة كفرالشيخ، ويجري البحث عن زوجته الهاربة.
وبمواجهة المتهم أنكر ارتكابه الواقعة، فيما جرى احتجاز والد الطفلة على ذمة التحقيقات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
