لم يتوقع الشاب أدهم أشرف صاحب الـ17 عاما من عمره، أن حياته ستنتهي على يد عامل، عندما شاهده يسير أمام منزله برفقة صديقته، الأمر الذي أثار غضب المتهم، ليحذر المجني عليه: 'امشي من هنا يابني عشان عندنا بنات، وعيب اللي بتعمله دا'.
وبعد مرور عدة دقائق، على الحوار الذي دار بين الشاب أدهم أشرف (المجني عليه)، والمتهم، أخرج الثاني سلاحا أبيض وطعن الشاب عدة طعنات، وقام بسحله، أمام المارة بشارع الجزائر، بمنطقة البساتين التابعة لمحافظة القاهرة.
أدهم ضحية ملتحي البساتين
وما إن علمت 'أهل مصر' بالواقعة، انتقلت إلى مسرح الجريمة الدموية التي أصبح حديث الساعة، على ألسنة أهالي المنطقة من بينهم 'أم إبراهيم' التي تقطع مسافة العديد من الكيلو مترات لبيع الجرجير أسفل منزل المتهم، والتي تأتي من ترب اليهود لشارع الجزائر الذي شهد الواقعة: 'أنا جيت الصبح لقيت عربية إسعاف واقفة مكاني فبسأل الضابط فيه إيه، لقيت جثة الشاب مرمية على الأرض وبجواره محفظته وموبايله'.
موقع مقتل الطالب أدهم على يد ملتحي البساتين
ولفتت السيدة العجوز إلى أن المتهم بعدما تم قتله أسفل منزل سحله على الأرض، وقام باخفاء جثة الشاب داخل حديقة، وبعد ما نزل المتهم في توقيت الساعة الخامسة فجرا، قام بسحله مرة وإلقاء جثته بمقلب القمامة، قائلا: 'الضحية كانت به آثار سحجات في الوجه، ودماء إثر سحله على الأرض'.
مقلب القمامة موقع مقتل الطالب أدهم
وروى أشرف حسين والد الضحية: 'يوم الواقعة ابني كان نازل من الشقة فشاف زميلته وبرفقتها شقيقتها الصغرى، فمشي معهم من شارع الجزائر لشارع العروبة، ففوجئ بشخص 'مُلتحي' يوجه له سؤلا (هي دي أختك؟.. فأجابه لأ)، فباغته المتهم بطعنة بـ'سكين' في بطنه، بحسب كلام صديقته، والبنت أول ماشافت المشهد جريت من قدامه'.
وأضاف والد المجني عليه خلال حديثه لـ'أهل مصر': 'البنت لو ماكنتش جريت من قدامه كان قتلها هي كمان زي ابني'، متسائلا: 'هو ابني عمل إيه، ذنبه إيه عشان يموت بالطريقة البشعة دي، ابني ماتركبش معصية، ولا مشي في طريق الحرام، مشفهمش في وضع مخل عشان يعمل فيه كده؟'.
وتابع: 'يوم الواقعة ابني لما اتأخر عن البيت ومرجعش، نزلت أنا وإخواته دورنا عليه في الأقسام والمستشفيات وسألنا صحابه قالوا محدش شافه، 'أحمد' أخوه الكبير نزل منشور على جروب بالفيس بوك بصورة أدهم وسأل عليه، وعلقت أحد المتابعين بأنها شافت المباحث واقفة عند شارع العروبة وفي شاب مقتول، ولما روحت لقيت ابني أدهم هو الجثة'.
أشرف والد ضحية البساتين
أما والدة المجني عليه قالت: 'المتهم بعدما قتل ابني سحله على الأرض، ورماه على كوم الزبالة للكلاب والقطط تنهش فيه، هو إحنا فين؟ في غابة'، مطالبة بالقصاص العادل.
وفجر'أمير أشرف' شقيق الضحية مفاجأة كبرى، في وقت سرد تفاصيل الحادث، هي أن المتهم لم يكن على خلافات سابقة بينهم، وأنه لم يكن يعرفوه من قبل، بل علموا من تحريات رجال الشرطة أن المتهم لديه ملف سياسي بقسم شرطة البساتين، وحينما سأل عن معيشته وسط جيرانه أكدوا له أن المتهم متشدد، وتظهر عليه انتمائه لجماعة متطرفة.
كان قسم شرطة البساتين، قد تلقى بلاغًا يُفيد بالعثور على جثة شاب داخل صندوق قمامة في شارع العروبة، وعلى الفور جرى توجيه مأمورية من مباحث القسم إلى مسرح الجريمة.
وتبين من التحريات أن الجثة التي تم العثور عليها، لشاب يُدعى 'أدهم أشرف'، 17 عاما طالب ثانوي، مقيم بالبساتين، وأنه أثناء سيره في شارع الجزائر بالمعادي بصحبة زميلته بالدراسة وشقيقتها الصغرى، فوجئ بقدوم شخص 'ملتحي' يعاتبه على توقفه مع تلك الفتاة أسفل منزله.
وأشارت التحريات، إلى أن الأمر تطور إلى مشاجرة بين الطرفين، ليستل المتهم 'سكين'، ويطعن به الطالب في بطنه ورقبته.
ونوهت بأن الجاني فر من مكان الجريمة، ثم عاد بعد ساعتين ليشاهد الجثة ملقاة بالطريق العام، فسحبها وسحلها سيرًا على قدمه من الشارع محل الجريمة وهو شارع الجزائر حتى شارع العروبة، مسافة 70 متر تقريبًا، ثم وألقى بها في صندوق قمامة.
وأوضحت أنه تم اكتشاف الجريمة من خلال عمال القمامة بشارع الجزائر، وقاموا بإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور، وتم إجراء معاينة لمسرح الجريمة، حيث كشفت كاميرات المراقبة الخاصة بكشك تفاصيل الحادث.