بمنطقة الدويقة، في محافظة القاهرة، قرر إكرامي وشقيقه كريم، الذهاب لتقديم واجب العزاء، لكنهما لم يخطر ببالهما أنهما في طريقهما إلى الموت، على يد عائلة 'شكمان'، إثر خلافات سابقة قبل نحو عامين، ليتحول المأتم إلى مذبحة انتهت بسقوط بقتل الأخين.
الخلافات بين المجني عليهما والمتهمين، جاء بسبب بناء أحد أفراد عائلة 'شكمان' ويدعى 'هاني' ويدعى غرفة بجوار منزل 'إكرامي'، لكنه رفض ذلك وأقدم على بالتعدي عليه بسلاح أبيض، ما أسفر عن بتر 3 أصابع من يده.
الواقعة دفع 'إكرامي' ثمنها السجن 5 سنوات في قضية إحداث عاهة مستديمة، وقبل أيام خرج من السجن وأخذ أفراد عائلته وذهب للإقامة في منطقة السلام خشية تجدد الخلافات والانتقام منه.
شارع الحصري بالدويقة موقع الجريمة
ومع إشارة عقارب الساعة إلى التاسعة مساء الجمعة الماضية، تحول شارع الحصري بالدويقة، إلى ساحة حرب، بعد عزم المتهمين الأربعة من عائلة 'شكمان'، على قتل 'إكرامي' وشقيقيه، وهو ما حدث بالفعل، بعدما تحول المكان إلى بركة دماء، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والحزن من الأهالي لأن سيرتهما طيبة بين الجميع.
المجني عليه إكرامي
بعد مرور ساعات، على تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين، وإجراء التحقيق معهما، صرحت نيابة منشية ناصر بدفن جثث الضحايا، وشارك العشرات من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة، في توديع الشقيقين من محل إقامتهما بمساكن الحصري إلى مثواهما الأخير.
المجني عليه كريم
'أهل مصر' انتقل إلى مكان الواقعة للوقوف التفاصيل، حيث يسكن المجني عليه 'إكرامي' بالقرب من قسم شرطة منشأة ناصر، برفقة زوجته التي بدأت في سرد تفاصيل الليلة الدامية التي شهدتها 'إكرامي كان محبوبًا ويمتلك شعبية في المنطقة، والكبير والصغير شهدوا بأخلاقه واحترامه، الخلافات بدأت قبل عامين عندما تشاجر إكرامي مع هاني شكمان، بسبب قيام الأخير ببناء غرفة بجوار المحل، فحدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى التشاجر بالأسلحة البيضاء'.
وأضافت الزوجة 'ونظرًا لأخلاق إكرامي الطيبة خرج بعد عامين حسن سير وسلوك، وبالتحديد قبل 3 شهور من مقتله، بينما شقيقه أمير ما زال في السجن يقضي باقي العقوبة'.
زوجة المجني عليه إكرامي
وتابعت: 'بمجرد خروج إكرامي حاول التصالح مع أهل هاني ولكنهم رفضوا وذهب إلى القسم، وطلب أن يساعدوه في التصالح، ولكن ضباط المباحث نصحوه بالابتعاد عن المنطقة حتى تتم إجراءات التصالح، وبالفعل ذهبنا إلى منطقة السلام للإقامة هناك'.
وصالت 'ويوم الجمعة الماضي علم إكرامي أن صديقه توفي وذهب إلى الدويقة لتقديم واجب العزاء، وذهب معه شقيقه كريم، واثنان من أصدقائه، وبعد الانتهاء من تقديم واجب العزاء جلسوا عند مسجد الحصري'.
شارع الحصري بالدويقة موقع الجريمة
وأكملت:'فجأة وجدوا أشخاصًا مقنعين يستقلون سيارة ويطلقون عليهم طلقات الخرطوش، وتبين أنهم عائلة شكمان وأصابوا إكرامي بطلقة في قدمه وحاول الهروب ولكنه أصيب بطلقة أخرى في الظهر وسقط على الأرض، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتمزيقه بالأسلحة البيضاء وبتر الكفين، بالإضافة لتمزيق جسد شقيقه كريم وأحد أصدقائه، ثم فروا هاربين'.
شارع الحصري بالدويقة موقع الجريمة
واستطردت: 'المباحث نزلت المنطقة وتم نقل جثة إكرامي إلى مشرحة زينهم، ونقل أخوه كريم وصديقهما إلى مستشفى الحسين للعلاج حتى تلقينا اتصالا هاتفيا الساعة الثامنة صباح اليوم الثلاثاء من المشرحة، إن كريم توفى وطالبونا بالحضور لاستلام جثته'.
شهود عيان من المنطقة قالوا إن 'المتهمين كانوا يحملون أسلحة نارية وبيضاء، ويلبسون أقنعة حتى لا يتعرف عليهم أحد'.
وأوضحوا 'كنا قاعدين وفجأة لقينا ضرب نار اشتغل على إكرامي وشقيقيه والراجل اللي كان معاهم، وعربية محملة رجالة، لو كانوا داخلين حرب مش هيعملوا كدا'.
وأكدوا أنه 'كان ممكن الخلافات دي تتحل بقعده، بس المتهمين رد سجون وقتّالين قتله بيستبيحوا دماء الناس الغلابة، لأنهم شياطين'.
بداية الواقعة بتلقي المقدم علي فيصل رئيس مباحث قسم شرطة منشأة ناصر، بلاغا من الأهالي بنشوب مشاجرة ومتوفى في دائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة عامل، مصابا بعدة طعنات وجروح ذبحية بالرقبة، والعثور على شقيقه مصابا بإصابات بالغة وتم نقل المصاب إلى المستشفى والمتوفى للمشرحة.