لم يفكر"القذافي فراج" صاحب الـ50 عامًا، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح الجيزة"، يومًا أنه سيقع في قبضة الأمن بعد مواصلته ارتكابه 4 جرائم قتل، ودفن جثثهم بشقة في بولاق الدكرور ومخزن بمحافظة الإسكندرية، بالإضافة إلى سلسلة من وقائع النصب والتزوير وانتحال الصفة، ولكن الصدفة البحتة هي من لعبت دور البطل في إيقاعه بعد مرور أكثر من 5 سنوات حينما كلفت أسرة أحد ضحاياه محامي للبحث عنه، والذي لم يتوقف عن السؤال عنه في أقسام الشرطة طوال 5 سنوات الماضية منذ اختفائه.
ووصلت معلومة لمحامي الأسرة بصدور حكم قضائي صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الاسرة لمقابلته في سجن الاستئناف بالإسكندرية كشفت ملابسات الأمر، حيث اتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو المتهم (القذافى فراج) فتقدمت أسرة المهندس ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وفتح التحقيق من جديد في بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، وبمواجهة المتهم وجمع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها.
وفي الدين أحمد، محام أحد الضحايا شهد خلال التحقيقات أنه المحامي الخاص بأسرة المجني عليه "رضا محمد عبد اللطيف حميدة" وصديقًا للأخير، وأنه دأب منذ تغيب المجني عليه على البحث عنه طوال الأعوام المنصرمة، وأنه نتيجة للكشف جنائيا باسم المجني عليه أبان مباشرته لمهام عمله، مضيفًا أنه عندما علم بتحرير محضر بدائرة قسم سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية والمسند فيه الاتهام قبل المجني عليه فارتاب في الأمر، وبمتابعة المحضر تفاجئ بانتحال المتهم لاسم وشخصية المجني عليه، وعلم لاحقًا بقتل المتهم للمجني عليه ودفن جثمانه بوحدة سكنية بمنطقة بولاق الدكرور.
وأضافت "حليمة محمد عبد اللطيف حميدة"، تبلغ من العمر 53 سنة، ربة منزل، خلال التحقيقات أنها شقيقة المجني عليه "رضا" وكانت هناك صداقة تجمع بين أشقائها والمتهم، تطورت إلى حد قيام الأخير بإدارة أعمالهم بجمهورية مصر العربية نظرًا لسفر أشقائها ومن ضمنهم المجني عليه إلى المملكة العربية السعودية بغرض العمل، ووكّل أشقائها- وكذا المجني عليه- المتهم في إدارة وتأخير وحدات سكنية خاصة بهم داخل مصر، لثقتهم وهمًا في المتهم وظنهم الخاطئ في حسن نواياه.
وأوضحت أن شقيقها المجني عليه "رضا" قد تغيب منذ منتصف عام 2015 عقب سفره من المملكة العربية السعودية متوجهًا إلى جمهورية مصر العربية وفشلت مساعيها في العثور عليه، وضللها المتهم بادعائه كذبًا، وتم ضبط شقيقها بمعرفة قطاع الأمن الوطني، وفور علمها بمقتل شقيقها "رضا" بفعلة المتهم الآثمة، حتى وجّهت براثن الاتهام صوب الأخير وعزت قصده لقتله لاختلاج صدرها بغيرة المتهم من شقيقها المتوفى وطمعه ظلمًا واثمًا في الاستيلاء على أمواله مستكينا لما اؤتمن عليه من أسرار تخص المتوفي، ومستخدما التوكيلات الصادرة له بسوء نية تنفيذًا لعرضه.
بينما أضاف "عبد الحكيم محمد عبد اللطيف حميدة" يبلغ من العمر41 سنة، طبيب بشري، خلال التحقيقات أن شقيقه المجني عليه "رضا" قد سافر من المملكة العربية السعودية متوجهًا إلى جمهورية مصر العربية في غصون شهر إبريل من عام 2015، وانتظره المتهم مصطحبًا إياه لمسكن العائلة - محل قتله - واختفى كل أثرًا له فور وصوله البلاد، وردد بمضمون ما شهدت به شقيقته، مؤكدًا ثقتهم - وخاصة المجني عليه- في المتهم إلى حد اعتباره فردًا من العائلة، وأفاد بتمكنه من تحديد مكان المتهم على نحو ما شهد به الشاهد الأول، وعزى قصد المتهم لقتل شقيقه المجني عليه طمعًا في أمواله وممتلكاته.