'إذا أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمرد'.. جريمة جسدت تلك الأبيات ارتكبها شاب في العقد الرابع من عمره يدعى 'صابر'، الذي قتل جارته المسنة في منطقة بولاق، ولم تكن تلك هي جريمته الأولى بل كان متهما في إحدى جرائم القتل أيضا منذ عدة سنوات، وحكم عليه حينها بالسجن 18 عاما، ولكن بعد قضاء نصف مدته خرج في العفو الرئاسي.
وبدأ 'صابر' في البحث عن عمل عقب خروجه من السجن ولكنه لم يفلح، وكان المتهم يتقن حرفة النجارة، فقترح عليه أحد أهالي شارع الصناديلي ببولاق فتح محل، على أن يساعده أهل المنطقة حتى يعود إلى الحياة من جديد ويكون له دخل يومي يستطيع العيش منه.
وقال 'عصام، ح ' صاحب محل حلاقة بمحيط الجريمة، في حديثه لـ'أهل مصر': 'بالفعل تم فتح تلك المحل له، وكان يعيش وسطنا لا يفتعل المشاكل، وعندما كان يحدث معه شيء كنا نقف معه حتى يستمر في عمله دون أي مضايقات من أحد، وكانت المجني عليها تقطن في المنزل المجاور له وتدعى 'محاسن' في العقد السادس من العمر، تعيش بمفردها داخل منزلها بعدما تزوج أبنائها ورحلوا لمدينة الشيخ زايد، ولكنها رفضت ترك منزلها التي عاشت فيه طوال عمرها'.
وتابع الشاهد: 'كانت الحاجة محاسن من وقت إلى آخر ترسل للمتهم طعام حتى تساهم مع أهل المنطقة في مساعدته، وقبل مقتل السيدة المسنة بعدة أيام على يد 'صابر'، ضاع مفتاح منزلها، فقامة باستدعاء المتهم حتى يغير كالون الباب لتطمئن داخل مسكنها، وبالفعل حضر المتهم وغيير الكالون لكنه احتفظ بنسخه من تلك المفاتيح، وفي اليوم التالي صعد إلى شقة المجني عليها وطرق الباب وعندما علمت أنه ليس شخص غريب فتحت له'.
وأكمل المشهد: 'عقب دخوله إلى الشقة قام بطعنها بسلاح أبيض في الظهر وسقطت على الأرض عارفة في دمائها، وقام بسرقة الهاتف المحمول ومشغولات ذهبية كانت داخل غرفة النوم، وأثناء السرقة سمع أنين المجني عليها وهي تنازع في خروج الروح، فعاد إليها مرة آخرى وطعنها عدة طعنات حتى تأكد من وفاتها، وبعدها غير كالون الباب من جديد حتى لا يستطيع أحد فتحه وترك المجني عليها غارقه في دمائها وكأن شيء لم يكن'.
وأوضح الشاهد: 'في اليوم التالي من ارتكاب الجريمة لم تظهر المجني عليها في الشارع كما تعودنا على رؤيتها كل يوم، واستمر الأمر طبيعيا حتى حضر شقيق المجني عليها للاطمئنان عليها كما يفعل يوميا أثناء عودته من عمله، ليطرق الباب دون استجابة منها فاتصل بنجلها الذي يقطن بمنطقة زايد لفتح الباب، وبالفعل حضر نجل المجني عليها وصعد برفقة خاله إلى شقة والدته، ولكن المفتاح لا يفتح الباب لأن المتهم غير كالون الشقة، فلم يجدوا حيلة لفتح الباب سوى كسره، وبالفعل دخولوا ولم يجدوا أحدا داخل غرفة النوم'.
وتابع: 'دخل شقيق المجني عليها إلى المطبخ ليغلق، فوجد شقيقته ملقاة على الأرض وبها عدة طعنات نافذة بالظهر، وتم إبلاغ رجال الشرطة، وبعمل التحريات وتفريغ الكاميرات تبين أن المتهم 'صابر' النجار، وراء ارتكاب الجريمة، وتم ضبطه واعترف بارتكابه الجريمة بغرض السرقة.