خبير أمني: «كشّاف» وعين رجال المباحث في الشوارع والميادين للإيقاع بالجناة
فَضَحت «مُتحرش المعادي» و«ترزي الطالبية» وتوصلت إلى هوية الجاني في «مذبحة كفر الدوار»
تحولت خلال السنوات الماضية، إلى شاهد بإمكانه الكشف عن كل كبيرة وصغيرة في مسرح الجريمة، يرصد الجريمة ويوثقها بكل تفاصيلها الدقيقة، هى «كاميرات المراقبة» التي ساهمت في فك طلاسم العديد من القضايا المُحيرة، بل وتحول دورها بشكل فعال في إجهاض عدة جرائم قبل وقوعها.
تشدد القيادات الأمنية بوزارة الداخلية على ضباط وأفراد أقسام الشرطة ضرورة متابعة تركيب كاميرات المراقبة داخل وأمام المحلات التجارية والصيدليات وواجهات المنازل في شتى المحاور والميادين، في سبيل منع ارتكاب الجرائم وسرعة التوصل للجاني حال وقوع جريمة لا قدر الله، حتى تحولت خلال الآونة الأخيرة إلى عدو كبير لكبار اللصوص وتجار المخدرات وعتاة الإجرام.
رصدت كاميرات المراقبة قبل يومين جريمة قيام «ترزي الطالبية» بالتحرش بطفلة صغيرة، بعدما أقنعها بالصعود معها وشرع في محايلتها لهتك عرضها والتعدي عليها، وعندما رفضت تحرش بها عنوة ولامس أماكن العفة من جسدها.
روت الطفلة الصغيرة كواليس ما تعرضت له على يد «الترزي»، رصدت كاميرات المراقبة المتهم وهو يمسك بيد الطفلة ويقتادها إلى داخل العقار، ويخرج هو خلفها، ومن خلال كاميرات المراقبة تم التوصل إلى هوية الجاني، وألقى القبض عليه وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات التي تجرى معه.
ومؤخرا، كشفت كاميرات المراقبة جريمة تحرش محاسب بـ«طفلة المعادي»، بعدما استدرجها داخل عمارة ولامس أجزاء حساسة من جسدها، حتى شاهجته دكتورة تحاليل بذات العمارة على كاميرات المراقبة المُركبة بمدخل العمارة، وخرجت لتفضح جريمته النكراء.
عكف فريق البحث الموسع من قسم المساعدات الفنية التابع لمصلحة الأمن العام على تفريغ كاميرات المراقبة، وتم التوصل لهوية الجاني وتحركت مأمورية أمنية لمكان اختباء المتهم وتم ضبطه داخل شقة أحد زملاءه بمنطقة الدرب الأحمر، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات وإحالته إلى محكمة الجنايات التي عاقبته بالسجن المشدد 10 سنوات.
يقول اللواء على عبد الرحمن، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن كاميرات المراقبة أصبحت لا غنى عنها في مختلف الأماكن، فبمجرد أن يراها الجاني، يسرع بالفرار خشية تحديد ملامحه وتسجيل الجريمة التي يقدم عليها.
يقول «عبد الرحمن» إن كاميرات المراقبة تحولت إلى حارس أمين لأغلب المصريين، ويشدد مساعدي وزير الداخلية على كافة القيادات الأمنية بمختلف مديريات الأمن إصدار توجيهاتهم لمتابعة تركيب كاميرات المراقبة في شتى الشوارع والميادين، بخاصة المحاور والميادين الحيوية والهامة، وبالفعل فإن وجود تلك الكاميرات يعطي صبغة أمنية وطمأنينة للمواطنين في الشوارع أثناء تواجدهم في المحلات أو حتى بالقرب من إشارات المرور.
ونتيجة للنجاحات التي حققتها كاميرات المراقبة، أصبحت شاهدا صامتا على العديد من الجرائم في سبيل كشف وحل ألغاز العديد من القضايا التي شغلت الرأى العام.
«كشاف جديد لفك طلاسم القضايا المُحيرة»، يقول الخبير الأمني مشيرا إلى أن استعانة ضباط المباحث بكاميرات المراقبة عند وقوع الجرائم أصبح ضروريا ولا غنى عنه، ولهذا فيتم التنبيه على كافة أصحاب المحال التجارية والصيدليات على تركيبها.
مقتل «طفلة المعادي»
في حادث مقتل «طفلة المعادي»، أعلنت النيابة العامة أنها تمكنت من الحصول على 5 فيديوهات من كاميرات المراقبة الخاصة بواقعة مقتل الفتاة المجني عليها، وهى الكاميرات المُطلَّة على موقع الحادث، أظهرت جميعها مرور السيارة التى استقلها المتهمان بسرعة فائقة، ما أدى إلى حادث مصرع الفتاة، بعد سرقة حقيبتها بالقوة من قبل متهمين يستقلان سيارة ميكروباص.
أسهمت تلك الصور والفيديوهات في كشفت تفاصيل الحادث البشع الذي نجحت مباحث القاهرة في القبض على المتهمين المتورطين فيه بفضل ما وثقته كاميرات المراقبة من تفاصيل وتصور سيناريو للحادث المرعب، الذي أصاب سكان المعادي بحالة من الذعر والهلع.
كشف لغز جريمة 'مذبحة كفر الدوار'
كما نجحت الأجهزة الأمنية بالبحيرة، في كشف لغز جريمة 'مذبحة كفر الدوار' التي راح ضحيتها سيدة وطفلاها التوأم، بعدما أقدم أحد الأشخاص على ذبحهم داخل منزلهم بمنشية النصر بكفر الدوار، أشارت التحريات عقب تفريغ الكاميرات، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة ابن عم 'الأم'، يعمل سائقا، كان يقوم بمساعدتها فى ترتيب محتويات المنزل، وأثناء تواجده راودها عن نفسها فتعدت عليه بالضرب.
تبين من التحقيقات أن الأم حاولت الاستغاثة بالجيران، ما دفعه إلى التوجه للمطبخ سريعًا وأمسك سكينًا وذبحها وطفليها التوأم حتى لا ينفضح أمره، وفر هاربًا.
أصدرت النيابة العامة قرارا بضبط وإحضار المتهم، وبعد التحفظ على كاميرات المراقبة بالمنطقة وتفريغها، تم رصد الزوج أثناء خروجه من المنزل، وبعد فترة رصدت ابن عم المجني عليه وهو يدخل إلى المنزل وبعد فترة خرج منه، وهنا أكدت الكاميرات بأن ربة المنزل وقت تواجد الزوج داخل المنزل كانت على قيد الحياة، والدليل دخول ابن عم المجني عليه للمنزل وتواجده فترة داخل المنزل دون أن يتفاجأ بقتل المجني عليها وطفليها.
كشف جريمة 'ميت سلسيل'
ومن خلال الاستعانة بكاميرات المراقبة، كشفت الأجهزة الأمنية كواليس مقتل طفلين بقرية ميت سلسيل في الدقهلية، بعد حالة من الغموض أحيطت بظروف ارتكاب الجريمة البشعة التي حيرت الرأى العام، حيث توصلت الكاميرات إلى ارتكاب 'محمود نظمي' جريمة قتل طفليه عن طريق إلقائهما في نهر النيل، وسجلت الكاميرات اصطحابهما بسيارته إلى مكان الجريمة بمدينة فارسكور.
ألقت مباحث الدقهلية القبض على المتهم وأحالته النيابة إلى محكمة الجنايات التي عاقبته بالإعدام شنقا، لإدانته بقتل طفليه عمدا 'ريان ومحمد'، بإلقائهما في مياة النيل، في أول أيام عيد الفطر المبارك.
وفى قرية 'برطس' بالجيزة، قادت كاميرات المراقبة رجال المباحث لكشف واقعة مقتل طفلة داخل مسجد، بعدما سجلت الكاميرات لقطات خروج المتهم من المسجد في وقت مزامن لتوقيت العثور على الجثة، بعد محاولته التعدي عليها جنسياً.
كذلك تمكنت مباحث القاهرة في كشف غموض حادث العثور على جثة «نرويجي» مقتولاً داخل شقته بمنطقة دار السلام، بعدما التقطت كاميرات المراقبة أسفل العقار الكائن به، توقف 'توك توك' ونزول ثلاثة أشخاص منه يرتدي أحدهم نقاباً، تبين أنهم وراء الحادث، بعد تحديد هوياتهم، وضبطهم في أحد الكمائن المعدة لذلك.
يستكمل الخبير الأمني حديثه مُعلقا: «الجاني بقى عارف إن كل الشوارع والميادين مراقبة بالكاميرات، لذلك فإن معدل ارتكاب الجريمة بدأ في الانحسار تدريجيا نوعا ما»، ولفت إلى أن الكاميرات لن تمنع الجريمة، لكنها تساهم بشكل كبير في تحديد هوية الجاني الذي يرتكب جريمة السرقة أو التحرش أو القتل والبلطجة وخلافه.