أسدلت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، اليوم الخميس، الستار في القضية المعروفة إعلاميا بـ«اغتصاب فتاة الساحل»، والمتهم فيها قاضي وآخرين باستدراج فتاة وخطفها عن طريق التحايل واغتصابها بإحدى قرى الساحل الشمالي، وذلك بالحكم الصادر بإدانة المتهمين بالسجن المشدد 15 سنة نظير الإتهامات المنسوبة إليهم.
المتهمون يتلون القرآن في القفص
شهدت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة، اليوم الخميس، تشديدات أمنية مكثفة تزامنا مع جلسة النطق بالحكم على المتهمين، وأحيطت المحكمة برجال المباحث السريين، وتم التدقيق في هويات المترددين على قاعة المحكمة.
ظهر المتهمون داخل قفص المحكمة في حالة ارتباك وترقب شديدين، وتلوا آيات قرآنية من مصحف صغير كان بحوزتهم، وذلك قبيل النطق بالحكم.
فلاشات وسيديهات
حوت أحراز القضية مستندات وخزائن فلاشات وسيديهات، ويحاكم بجانب القاضي المحكوم عليه والذي يعمل بمحكمة الاستئناف، اثنين من أصدقائه أحدهما صاحب مكتب مقاولات، والثاني صاحب شركة أجهزة كهربائية، وجهت إليهم النيابة العامة تهمة استدراج الفتاة المجني عليها وخطفها عن طريق التحايل، واغتصابها بإحدى قرى الساحل الشمالي.
ساقت نيابة الإسكندرية الكلية، إلى المتهمين أنهم يومي 8 و9 ديسمبر الماضي بمارينا مركز شرطة العلمين، خطفوا المجني عليها بالتحايل، بأن اتفقوا سويا على استدراجها لمواقعتها كرها عنها، بأن أوهما المتهم الأول صاحب شركة مقاولات، بانعقاد مؤتمر خاص بالاستثمار العقاري في مجال عملها معه خارج الإسكندرية، وطلب منها مرافقته وباقي المتهمين مدعين حجز إقامة منفردة لها بأحد الفنادق، فتوجهت معهم على هذا الأساس، لكنهم قاموا بالتوجه إلى إحدى الوحدات المصيفية بالساحل الشمالي بزعم تعذر الحجز والاضطرار إلى المبيت بفيلا قاموا باستئجارها، فانخدعت المجني عليها واضطرت للمبيت معهم، فقام المتهمان الأول والثاني بشل حركتها وفقدت وعيها فجردوها من ملابسها واغتصبوها.
حيلة ماكرة من القاضي المحكوم عليه وشريكيه
وأظهرت التحقيقات أن المجني عليها تعرفت على المتهم الأول عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وطلبها منه مساعدتها في الحصول على فرصة عمل، فعرض عليها العمل لديه بمجال الاستثمار العقاري فوافقته وتقاضت منه مبالغ مالية، وبتاريخ الواقعة أوهمها بانعقاد مؤتمر خاص بعملها معه بمنطقة العين السخنة وطلب منها مرافقته وباقي المتهمين مدعين حجز إقامة منفردة لها بأحد الفنادق؛ فتوجهت معهم على هذا الأساس من الإسكندرية إلى إحدى الفلل بمنطقة الساحل الشمالي، وزعمهم تعذر الإقامة بالفنادق والاضطرار للمبيت بالفيلا، فانخدعت بتلك الحيلة واضطرت للبقاء معهم، عقب طمأنة المتهم الأول لشقيقها هاتفيا وأنها ستكون بمأمن برفقته.
اغتصاب جماعي للضحية
وأضافت التحقيقات موضحة أن الفتاة فوجئت بدخول المتهمين إلى حجرتها وجلوسهما بجوارها وتحسسهما جسدها، فنهرتهما، إلا أن المتهم الأول أسقطها أرضا وشل حركتها، بينما انقض عليها المتهم الثاني، فقاموا بتجريدها من ملابسها وتناوبوا جميعا اغتصابها، وبعدما استيقظت وجدت نفسها عارية والجناة في حالة نوم، فقامت بالهروب من الشقة وهي في حالة هيستيرية مستغيثة بالجيران حتى قابلتها ربة منزل، وقامت بمساعدتها في الاختباء من الجناة والاتصال بالإسعاف الذي حضر ونقلها للمستشفى.
تحليل "DNA"
وأكد تقرير الطب الشرعي تحليل الـ'DNA'، الذي طلبته النيابة العامة، صحة أقوال المجني عليها.
استمعت النيابة لشهود الإثبات وهم صاحبة الفيلا المجاورة، وفرد أمن بالشركة الأمنية لحراسة مارينا، وموظف الإسعاف، والسمسار الذي وفر الفيلا، والطبيب الشرعي، الذي كشف تعرض المجني عليها لعنف جنسي جنائي.