بعد دماء كارثة «الدائري الأوسطي».. خبير مروري: «فعّلوا القوانين لأن المستهترين فئة ضالة»

كارثة الطريق الدائري الأوسطي
كارثة الطريق الدائري الأوسطي

نزيف دماء آخر على الطريق، وكارثة جديدة شهدها الطريق الدائري الأوسطي، أمس الأربعاء، راح ضحيته 19 قتيلا، بعدما دهست سيارة تريلا ميكروباص محملا بالركاب عن آخره، بعدما تخطت 'التريلا' الحاجز الخرساني الفاصل بين الاتجاهين، وتجاوزت الجزيرة الوسطي، لتصطدم بالميكروباص، وتقضي على جميع مستقيله، ليلحق بهم سائق التريلا هو الآخر صريعا، في مشاهد حزينة ومؤلمة على الجميع.

مساء أمس، تجمع أهالي ضحايا حادث طريق الدائري الأوسطي أمام مستشفى زايد التخصصي في انتظار خروج جثامين ذويهم الـ 19 من ثلاجة الموتى تمهيدًا لدفنهم في قريتهم بأسيوط.

حادث الطريق الأوسطي

دلت المعاينة على أن قائد السيارة النقل اصطدم بثلاث أعمدة إنارة ثم الحاجز الخرسانى للطريق في الاتجاه القادم من مناطق الفيوم والتجمع، واخترقت الحاجز ثم تجاوزت الجزيرة الوسطى واصطدمت بسيارة ميكروباص كانت في الاتجاه المعاكس.

الحادث أسفر عن مصرع كل من سيد خميس سيد جمعة 47 سنة، مركز ديروط أسيوط وشقيقه عبد الغفار 41 سنة وحسن مصطفى عيسي 24 سنة ابو المطامير البحيرة إضافة إلى مصطفى رجب مصطفي 35 سنة أبو المطامير البحيرة، عبدالله طاهر يونس 33 سنة، مركز ديروط أسيوط، يونس مفضل يونس 29 سنة، ديروط أسيوط، أحمد عبد التواب عبد الحميد 33 سنة، ديروط أسيوط.

حادث الطريق الأوسطيوتم إيداع ٥ جثامين مشرحة مستشفى زايد المركزي وهم: نادية جميل صدقي 30 سنة، مركز ديروط المنيا، محمد إبراهيم عبد الرازق 39 سنة، مركز أبو المطامير البحيرة، رمضان السيد الأعصر، 45 سنة، أبو المطامير البحيرة، عبد الجيد عبدالله عبد الجيد، 17 سنة، ديروط اسيوط والسيد عبد الفتاح محمد، 49 سنة الإسكندرية.

فيما تم نقل ٤ جثامين بمشرحة مستشفى زايد التخصصي فضلا عن شخص آخر وطفلتين (٢- ١٠ سنوات) مجهولي الهوية تم إيداعهم مشرحة مستشفى ٦ أكتوبر المركزي.

يرى اللواء أحمد عاصم، الخبير الأمني المتخصص في الشأن المروري، أن الدرسات العليمة تؤكد أن 75 % إلى 80% من إجمالي حوادث الطرق، ترجع إلى أخطاء وسلبيات العنصر البشري، وتأتي تجاوزات السعة المقررة والرعونة والاستهتار واللامبالاة في مقدمة سلبيات العنصر البشري، و تابع «من هنا يجب مراجعة كافة التشريعات المنظمة للسير على شبكة الطرق، والبحث في كيفية تفعيل القوانين وتحقيق الردع من تنفيذها بما يحقق السلامة للجميع».

أضاف الخبير المروري، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن حوادث وأخطاء سيارات النقل الثقيل بصفة خاصة عديدة ومتكررة، ويجب عدم الوقوف أمامها إلى حد إبداء الرأى والمطالبة بالقوانين والتشريعات والردع فقط، لكن المجتمع على ثقة كاملة من المسئول في ضرورة اتخاذ القرار المناسب، لتحقيق الردع اللازم لهذه الفئة الضالة المستهترة، والتي تلعب بأرواح المواطنين، وما لذلك من تأثيات اجتماعية سيئة على الأسرة والمجتمع المصري.

يقول «عاصم» إنه وفي الوقت الذي نطالب فيه بجمهورية جديدة، فإننا في حاجة إلى تشريعات جديدة رادعة، ولا نقلل بأى حال من الأحوال الجهود المبذولة من وزارة الداخلية وكافة الجهات المعنية الخاصة بهذا الشأ، ولكن يأتي دور تفعيل وعى المواطن في المقدمة من خلال أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ولا يتوقف الدور التوعوي لمجرد وجود حوادث، يجب أن تكون هناك دورات توعية مرورية مستمرة من خلال القنوات الإعلامية المختلفة، وأن يعي الجميع مسئولياته تجاه هذه المسألة الهامة.

لفت الخبير المروري في حديثه إلى أن الطرق الجديدة مخططة تخطيطًا جيدًا وفقًا للمعايير الدولية، لكنه ونتيجة للاستهتار والرعونة أصبح كثيرون يضربون بالقانون واللوائح عرض الحائط، واختتم «الغير منضبط يستمر على عدم انضباطه حتى وإن كان كل ما حوله منضبطًا».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً