تطورات كبيرة هامة ومفاجآت مثيرة، شهدتها الساعات القليلة الماضية، في ضوء الإنذار الشهير الذي تقدمت به المحامية إيمان محسن، ضد زوج موكلتها، اتهمته فيه بالنشوز، في سابقة لم تحدث من قبل في التاريخ القضائي.
أيام قليلة مرت على استلام الزوج والذي يعمل طبيب بشري، إنذار الطاعة، الذي يتهمه بالنشوز، حتى جن جنونه وطار عقله، وحاول بكل قوة أن يتراجع عن موقفه العدائي مع زوجته التي تعمل طبيبة هى الأخرى، غير أنها لا تمارس مهنتها في الوقت الراهن، أجرى الزوج الغاضب والمنفعل جراء الإنذار، اتصالات مباشرة بزوجته وعرض عليها حل القضايا بشكل ودي، وتلبية كافة مطالبها المشروعة، على نحو من الهدوء والتراضي فيما بينهما.
تبعات هذا الإنذار المثير للجدل، الذي أحدث ضجة داخل الوسط القانوني، فور انفراد «أهل مصر» بنشره وكافة تفاصيله، عبر موقعها الإلكتروني، تمثلت في اتفاق الزوج «أحمد»، صاحب الـ 36 عامًا، مع زوجته، على تطليقها وديا، وتم بالفعل الطلاق وديًا، ومنحها كافة حقوقها وأطفالها الأربعة الصغار، بجانب كتابة عقد اتفاق فيما بينهما، يضمن كافة الحقوق.
إنذار الطاعة الذي يتهم الزوج بالنشوز
وقالت المحامية إيمان محسن، الوكيل القانوني للأم، والمتخصصة في قانون الأحوال الشخصية، إن بنود العقد - حصلت «أهل مصر» على نسخة منه - تم التوقيع عليه من قبل الطرفين، لعدت تهرب الأب من مصاريف أطفاله، وكذا التزام الأم بالعقد كافة، وجرى ذلك في إطار من الهدوء والمحبة والود، واقتصرت الجلسة التي تمت على الزوج والزوجة ومحامي كلا منهما.
إنذار الطاعة الذي يتهم الزوج بالنشوز
أشارت المحامية في تصريحات اختصت بها «أهل مصر» إلى أن الزوجة سبق وأقامت 5 قضايا ضد زوجها، وهى (خلع ورؤية طفليها الذين احتجزهما الأب حوزته، ونفقة لكل صغيرة من البنتين)، بجانب قضية الاعتراض على إنذار الطاعة الذي سبق وأقامه الزوج ضدها، أم قضايا الزوج فكانت رؤية للطفلتين، والاعتراض على إنذار الطاعة الذي أقامته زوجته ضده، وتم الإتفاق على التصالح في جميع تلك القضايا بعد حل الموضوع وديًا.
إيمان محسن- المحامية صاحبة الإنذار ضد الزوج
«وفرنا مجهود كبير وإجراءات تقاضي طويلة داخل المحكمة»، تقول المحامية معبرة عن فرحتها برد الفعل الذي أحدثه الإنذار الذي أقامته ضد الزوج، لحفظ حقوق موكلتها الزوجة الشابة، مشيرة إلى أنه حال سن قانون بحبس الزوج الناشز سيوفر إجراءات قانونية كبيرة، ويكون نتيجة ذلك اختصار وقت التقاضي وتحقيق العدالة الناجزة التي تنشدها الدولة والمجتمع.
تابعت «محسن»، موضحة أن عقد الاتفاق الذي تم تحريره بين الأب والأم، سيتم توثيقه أمام المحكمة بعد اتباع الإجراء القانوني المعمول به في هذا الصدد، واختتمت: «الإنذار أدى المطلوب منه وحقق هدفه بحفظ حقوق الزوجة وعودة طفليها إليها».
انفردت «أهل مصر» عبر موقعها الالكتروني بتاريخ 22 من أغسطس الجاري، بنشر أول إنذار طاعة للزوج في تاريخ القضاء الأسري، حمل عنوان:
أول إنذار طاعة للزوج في محاكم الأسرة.. «ولاء» تتهم زوجها الطبيب بالنشوز (خاص)
شرح الإنذار أن الزوج أخلّ بواجباته في القوامة مع زوجته، من خلال استهتاره بمسئوليات أسرته، فأصبح لا ينفق على زوجته وأطفاله الأربعة، رغم أنه يعمل طبيبًا بشريًا.
استعرض الإنذار بيان أوجه نشوز الزوج، والتي جاءت كالتالي: أولًا: قيام الزوج بطرد زوجته من مسكن الزوجية، ثانيا- حصوله بالإجبار على أطفاله، ونوه الإنذار بأنه فرّق بين أبنائه الأخوات، حيث أخذ طفلين «ذكور» وترك للزوجة طفلتين، ثالثًا- انتزع الزوج حضانة الأطفال الصغار، رابعًا- اتهام الزوج لزوجته بالسرقة والتشهير بها.
اقرأ أيضا: «إنتي فضحتيني تعالي نحِل الموضوع ودي».. رد فعل الزوج الطبيب المطلوب للدخول في بيت الطاعة (خاص)
نوهت الزوجة إلى عدو وجود أسباب جنسية دفعت الزوجة لإنذار زوجها بالدخول في طاعتها، غير أن تراكم المشكلات فيما بينهما، ومطاردته لها قانونا بدون وجه حق، دفعتها للتفكير جديا في إنذاره هو الآخر بالدخول في طاعتها.
إنذار الطاعة الذي يتهم الزوج بالنشوزولفتت في حديثها إلى أن المُحضر أبدى اندهاشه من إنذار الزوج بالدخول في الطاعة، وعلق مُحضر محكمة الأسرة قائلًا للمحامية: «لا حول ولا قوة إلا بالله، مش كفاية اللي احنا فيه، بتنذروا الرجالة بالطاعة، هى وصلت لكده كمان».
وذكرت محامية الزوجة أن إنذارها لزوج موكلتها جاء امتثالًا للآية 128 من سورة النساء، والتي نصت على:﴿وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾، فقد أنذرت الزوجة، 34 ساعة، زوجها، واتهمته بالنشوز بعد استحالة العشرة بينهما ويأسها جراء أفعاله وتصرفاته التي باتت لا تتحملها.