الزوج أهمل زوجته وتهرب من الإنفاق عليها وأطفالها.. فأنذرته بطاعتها
فاض بها الكيل، ولم تعد تحتمل تصرفات زوجها الذي تخلى رسميا عن القيام بواجباته في الإنفاق عليها وأطفاله الصغار، لتدخل الأخيرة في بركان من الغضب والاحتجاج نتيجة أفعاله التي تطورت إلى مطاردتها في المحاكم بدعاوى مختلفة.
الزوجة البالغة من العمر 34 عاما، ربة منزل، ارتبطت بـ«أحمد.ذ»، ويعمل طبيبا بشريا، 34 ساعة، وأقاما سويا في منزل الزوجية بمنطقة مدينة نصر، غير أن تكرار الخلافات الأسرية فيما بينهما، وصلت لطريق مسدود، وفشلت محاولات الصلح بينهما، فأنذرها الزوج بالدخول في طاعته في منزل بخلاف منزل الزوجية، واتهمها بالنشوز، لإجبارها على العيش معه وتقبل الأمر الواقع بكل معاناته.
أول إنذار طاعة للزوج
توضح إيمان محسن، المحامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، الوكيل القانوني للزوجة، أنها تقدمت بأول إنذار من نوعه لدخول الزوج في طاعة زوجته، في سابقة لم تشهدها محاكم الأسرة من قبل.
أضافت المحامية المتخصصة في قانون الأحوال الشخصية، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أنها امتثالًا للآية 128 من سورة النساء، والتي نصت على:﴿وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾، فقد أنذرت الزوجة وتدعى «ولاء»، 34 ساعة، زوجها، رسميًا بالدخول في طاعتها بعدما يأست من أفعاله وتصرفاته.
تفاصيل إنذار الزوج بطاعة زوجته
شرح الإنذار - حصلت «أهل مصر» على نسخة منه - أن الزوج أخلّ بواجباته في القوامة مع زوجته، من خلال استهتاره بمسئوليات أسرته، فأصبح لا ينفق على زوجته وأطفاله الأربعة، رغم أنه يعمل طبيبًا بشريًا.
استعرض الإنذار بيان أوجه نشوز الزوج، والتي جاءت كالتالي: أولًا: قيام الزوج بطرد زوجته من مسكن الزوجية، ثانيا- حصوله بالإجبار على أطفاله، ونوه الإنذار بأنه فرّق بين أبنائه الأخوات، حيث أخذ طفلين «ذكور» وترك للزوجة طفلتين، ثالثًا- انتزع الزوج حضانة الأطفال الصغار، رابعًا- اتهام الزوج لزوجته بالسرقة والتشهير بها.
ماذا تفعل الزوجة مع زوجها الناشز؟
نوهت محامية الزوجة في الانذار بأن النشوز لا يقتصر على الزوجة فقط، بل يمتد للزوج ونشوز الزوج ظلمًا وبهتانًا كهجر الزوجة وإساءة عشرتها ومنع النفقة عنها وتعرضها للخطر والإيذاء بعد أكبر ضررًا عليها، وشرحت أن الإسلام أباح للزوج تأديب زوجته الناشز بنفسه، ولم يبح للزوجة تأديب زوجها الناشر بنفسها، ولكن وجب عليها اللجوء للقضاء وأن ينظر القاضي في أمر الزوجين ثم يكون تأديب الزوج الناشز بحكم القاضي ومعرفته.
ولفتت المحامية في حديثها مع «أهل مصر» إلى عدم وجود أسباب جنسية دفعت الزوجة لإنذار زوجها بالدخول في طاعتها، غير أن تراكم المشكلات فيما بينهما، ومطاردته لها قانونا بدون وجه حق، دفعتها للتفكير جديا في إنذاره هو الآخر بالدخول في طاعتها.
محضر المحكمة: «مش كفاية اللى إحنا فيه»
ولفتت في حديثها إلى أن المُحضر أبدى اندهاشه من إنذار الزوج بالدخول في الطاعة، وعلق مُحضر محكمة الأسرة قائلًا للمحامية: «لا حول ولا قوة إلا بالله، مش كفاية اللى احنا فيه، بتنذروا الرجالة بالطاعة، هى وصلت لكده كمان».
بدورها علقت المحامية، بأنها لم تبتدع هذا الإنذار وأنها أقامته تطبيقا لكلام الله عز وجل في سورة النساء، وبدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الزوج جديًا وقيد الإنذار الأول من نوعه بدخول الزوج في طاعة زوجته تحت رقم 61581 مُحضرين أسرة مدينة نصر، وجاري اتخاذ اللازم قانونًا حيال إعلان الزوج بمضمون الإنذار.