خاض رجال الحماية المدنية تجربة عصيبة دامت لأكثر من ست ساعات في قلب حريق العتبة، حيث وقفوا في مواجهة نيران متوحشة تتراقص بشراسة وكأنها كائن حي يريد أن ينقض عليهم، كانت النار تلهب الأجواء، وألسنتها النارية تتجه نحوهم في كل زاوية وكأنها تسعى لخطف أرواحهم، ورغم هذه الأجواء القاسية، لم يتراجع أبطال الحماية المدنية، بل استمروا في عملهم الدؤوب لإخمادها.
أصوات استغاثات مرعبة وسط ألسنة اللهب الشرسة
عاد سكان القاهرة إلى بيوتهم، يبحثون عن لحظات من السكون والراحة بعد يوم متعب لكن فجأة، حطّم هذا الهدوء زلزال من الفزع والهلع، إذ اندلعت النيران في ميدان العتبة، لترتفع ألسنتها كالأشباح في ظلام الليل اختلطت أصوات الاستغاثات بصرخات الرعب، وسط ضجيج البلاط الذي هزته ألسنة اللهب المتلألئة، وهي تلتهم مخزن الملابس في منطقة الموسكي بكل شراسة وكأن هذا الغول الناري قد أُطلق لنشر الفوضى، لا يرحم.
حريق ضخم في مخزن للملابس في العتبة
بمجرد أن وصل بلاغ إلى غرفة عمليات النجدة في القاهرة عن نشوب حريق ضخم في مخزن للملابس في عقار على برعي بشارع الرويعي، بالقرب من جراج العتبة، اندفعت سيارات الإطفاء كالسهم، تتسابق مع الرياح، ومعها قوات أمنية تتوافد بشكل كثيف، لتصل إلى قلب الحدث، وكانت الثانية تمر ببطء بينما كانت الساعات تتلاشى، مهددة بخسائر فادحة تتراكم ككابوس.
محاولة يائسة لمنع النيران من الزحف أكثر
بمجرد وصول رجال الحماية المدنية، سارعوا إلى إنشاء كردون أمني حول المكان، وأخلت قوات الدفاع المدني لمحافظة القاهرة الباعة الجائلين وسكان العقارات المجاورة من مكان الحريق الذي اندلع في مخزن بشارع الرويعي في منطقة العتبة، وذلك في محاولة يائسة لمنع النيران من الزحف أكثر وتطويقها قبل أن تخرج عن السيطرة، وكان المنظر مرعبًا، فالنيران كانت تتلظى بجنون، تتأجج في شراسة وتتضخم بشكل غير عادي، ولم يكن أمامهم خيار سوى تعزيز صفوفهم، فاستجلبوا المزيد من سيارات الإطفاء حتى وصل العدد إلى عشرة، وواصلوا جهودهم الحثيثة في مكافحة النار التي لم تكف عن الانتشار والتهام كل شيء في طريقها.
كيف نجح رجال الحماية المدنية في السيطرة على الحريق دون إصابات أو وفيات؟
نجحوا أخيرًا في تحويل الأحمر القاني إلى سواد حالك، بعد معركة طاحنة مع النيران المشتعلة، تلا ذلك دخان كثيف ملأ الأجواء، متسببًا في اختناق بعض الأشخاص الذين تم نقلهم على وجه السرعة لتلقي العلاج، لكن رغم تلك الفوضى، استطاع رجال الدفاع الشعبي ببطولتهم وشجاعتهم أن يخرجوا من هذه الكارثة غير مُسجلين أي حالات وفاة أو إصابات خطيرة، أما أصحاب المحال ، فقد تكبدوا خسائر فادحة تقدر بالملايين. والآن، يبذل رجال الحماية المدنية جهودهم لتبريد النيران المشتعلة، ساعين جاهدين لتفادي عودتها للاشتعال مرة أخرى.
تفاصيل حريق العتبة
رصدت غرفة عمليات النجدة دخانًا يتصاعد بشكل كثيف من مخزن يقع في قلب المدينة، مما أثار حالة من القلق والارتباك، وعلى ضوء هذه المعلومات، تحرك رجال الحماية المدنية بسرعة البرق، وتوجهت عدد من سيارات الإطفاء نحو موقع الحادث، عازمين على كبح جماح النيران المتلظية قبل أن تنتشر أكثر، وفي هذه الأثناء، حضر فريق من نيابة وسط القاهرة لمعاينة الأوضاع في مكان الحريق.
وقد قررت جهات التحقيق تكليف الأدلة الجنائية للغوص في التفاصيل الدقيقة، لاستكشاف سبب نشوب الحريق وتقييم حجم الخسائر والأضرار، بالإضافة إلى استجواب صاحب المخزن للاستفسار عن ملابسات الحادث، من جانبها، أمرت إدارة البحث الجنائي بتكثيف الجهود لإجراء تحريات عن أسباب الحريق.