في أحد شوارع بولاق الدكرور المزدحمة بالحركة، حيث تجتمع الأحياء الشعبية بنبض الحياة اليومية، كان الخبر الصادم يتسلل بين الناس في صمت مرير، جثة لشاب ملقاة على الرصيف، جسده مشوّه وآثار تعذيب واضحة على وجهه وجسده.
لمشهد كان بداية لقصة مأساوية لشاب مغترب، لم يتوقع أن نهايته ستكون على يد أصدقائه.
تفاصيل مقتل سوداني في بولاق الدكرور
لم يكن هناك ما يلفت الانتباه إلى أن هذه الجريمة ستكون حدثًا ضخما، المجني عليه كان شابًا سودانيًا في مقتبل العمر، عُرف بين أصدقائه وجيرانه بالطيبة والعمل الجاد، وصل إلى مصر بحثًا عن حياة أفضل، كما يفعل العديد من الشباب الذين يتركون أوطانهم بحثًا عن فرص قد لا تتاح لهم في بلادهم. كأي شاب مغترب، كان يواجه تحديات الحياة الجديدة، لكن قلبه كان مليئًا بالأمل في بناء مستقبله.لكن مع مرور الوقت، بدأت الرياح تأخذ مسارًا آخر، نشب خلاف بينه وبين أصدقائه، من نفس جنسيته، بسبب مشكلة عابرة، لم يكن أحدهم يتصور أن هذا الخلاف سيأخذ هذا البعد العنيف.
مرت الأيام، والعداوة الصغيرة تحولت إلى قنبلة موقوتة، لم يكن الخلاف بين الأصدقاء سوى تراكمات صغيرة من الغضب والضغط النفسي، ولكنه كان كافياً لتحويل علاقة صداقة دامت طويلاً إلى علاقة سمّها الانتقام.
اجتمع الجناة وقرروا أن الوقت قد حان لتسوية الحسابات، لكن لم يكن الحساب تسوية عادلة؛ بل كان قتلًا.
قام المتهمون بضربه بعصا خشبية حتى سقط على الأرض، ثم استمروا في الاعتداء عليه حتى فارق الحياة. بعد أن تحققوا من وفاته، حملوه وألقوا بجثته في الشارع، كأنها لم تكن أكثر من جسد بلا روح، لا يهمهم أمره بعد أن اختاروا أن يدفع ثمن الخلاف بدمه.