"فنار بورسعيد" كنز لم يتم استغلاله.. مدير الآثار يعرض مقترح تطوير واستغلال الموقع التاريخي

فنار بورسعيد كنز لم يتم استغلاله
فنار بورسعيد كنز لم يتم استغلاله

أنشيء فنار بورسعيد في عهد الخديوي إسماعيل، في يونيه 1869م، وبدأ عمله الفعلي في فبراير1870م، وعندما اتخذت الخطوات العملية لإنشاء بورسعيد كميناء بحري إثر اجتماع 'ديليسبس' بالموقع في 25 أبريل 1859م، اتخذت عدة قرارات من بينها إقامة فنار لإرشاد السفن لموقع الميناء الجديد، لتهتدي بنوره السفن التي تتردد علي المدينة قبل افتتاح القناة، لذلك كلف ديليسبس مجموعة من العمال الأوربيين بإنشاء فنار مؤقت قرب الحد الجنوبي لحاجز الأمواج الغربي، فكان عبارة عن دعامات من الخشب فوقها الفانوس والذي يبلغ ارتفاعه (20م) وانتهى من إنشائه في يوليو 1859م، وكان يضيء لمسافة 25 ميلًا، وكانت تلك المسافة تفي بالغرض المطلوب مـن إنشائه في بادئ الأمر، واستمر هذا الفنار يفي بالغرض حتي يونيه 1869م.

صورة نادرة لفنار بورسعيد الخشبى صورة نادرة لفنار بورسعيد الخشبى

بدورها، التقت 'أهل مصر' بمدير عام الآثار ببورسعيد وبحيرة المنزلة، طارق إبراهيم، ليكشف كيفية استغلال وتنمية 'فنار بورسعيد'، حيث أشار إلى أن فنار بورسعيد القديم يعتبر واحدًا من أهم المنشات المصرية التي تأثرت بالتقدم التكنولوجي فى أوروبا فى ذلك الوقت، فكان أول فنار يُبنى بالخرسانة المسلحة، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية لهذا النوع من الأعمال في العالم، ومنذ البداية حرص المصممون على أن يكون رائداً في استخدام الضوء الكهربائي والعدسات الحديثة.

وأضاف إبراهيم، أن بورسعيد توسعت الآن بشكل كبير وكثرت وارتفعت الأبراج السكنية حول هذا المبنى الفريد من كل اتجاه ومنذ عام 1997م، لم تعد الأضواء تنبعث من الفنار بعد استبداله بفنار آخر غرب المدينة، وأصبح صورة تليدة لم يتبقى منها إلا ظلها البعيد، واليوم يقف هذا الأثر كبناء تاريخي أثري هام يشكل معلمًا بارزًا شامخًا في حد ذاته وعلامة فارقة في تاريخ تقنيات البناء الحديث، يحكى عن الصلة المباشرة بين بورسعيد الحديثة وجذور تأسيس ونشأة بورسعيد القديمة، بالفعل يستحق عن جدارة أن يحظى بشهرة عالمية تليق به وأن يكون رمزاً لمدينة بورسعيد على غرار بُرْج إيفيل بالعاصمة الفرنسية باريس.

فنار بورسعيد و كيف يمكن استغلاله سياحيافنار بورسعيد و كيف يمكن استغلاله سياحيا

الاستفادة من الفنار بالمزج بين القيمة التاريخية للأثر والإبداع الفني للإنسان

وتابع مدير الآثار حديثه، قائلًا: دعنا نحلم بإخلاء وإعادة تأهيل وترميم وصيانة هذا الآثر الفريد لإقامة أنشطة وفعاليات ثقافية تحيى ذاكرة المدينة والوطن وتبرز عمق الحضارات وإفرازاتها المعمارية، إن فكرة إخلاء الفنار وإعادة تأهيله لا تقتصر على ترميم جدرانه فحسب بل تتسع لتشمل تطوير العقول وتغذيتها، ومن وحى هذه الفكرة سيتحول الأثر إلى ما يُعرف بأحد مراكز الإبداع الثقافي والفني ذلك لتعظيم استفادة المجتمع بما يتم فيه من أنشطه ثقافية وهى رؤية حديثه فى التعامل مع الأثر والبشر فى آن واحد، تعتمد على المزج بين القيمة التاريخية للأثر والإبداع الفني للإنسان بكل صورة من عروض متحفية وسينمائية وثائقية ورقصات شعبية وندوات ثقافية وعروض للأطفال، بالإضافة لجذب عدد من الفرق التراثية تقدم عروض بصفة دورية من أجل إحياء التراث واستثماره، وهنا ستتحول المنطقة إلى مركز جذب سياحي يُمكن تسويقه مع غيره من آثار المدينة القريبة منه كمنتج سياحي محلي وعالمي.

كيفية الاستفادة من الفنار فى عدة خطوات:

واستعرض مدير الآثار إمكانية الاستفادة من الفنار في عدة خطوات تتمثل في:

-إزالة السور بين جناحي الفنار لإعادته الي شكله الأصلي عند بناءه، وربط جناحيه، مع العمل على استغلال المساحة الفضاء أمام الجانحين.

-إزالة الإشغالات في الجناح الجنوبي من الفنار والمتمثلة في عدد من الغرف المستغلة كسكني من المواطنين.

-عمل مشروع للصوت والضوء يحكي تاريخ مدينة بورسعيد الحديث، وربطها بجذورها التاريخية القديمة، بالإضافة لقصة حفر قناة السويس وتاريخ الفنار مستغلًا حديقة الفنار والمساحة الخلفية لها لإنشاء مجموعة مقاعد للعروض.

-العمل على فتح برج الفنار للزيارة والذي يبلغ ارتفاعه 56 م لمشاهدة الزائرين للمنظر العام للمدينة والمدخل الشمالي لقناة السويس.

-استغلال الغرف الخاصة بالفنار في عمل معارض دائمة ومؤقتة عن تاريخ القناة والمدينة والمنشات البحرية والتاريخ البحري للمدينة.

-عمل ندوات ثقافية علي فترات متباعدة ومتقاربة لنشر الوعي الحضاري والتراثي للمدينة.

-العمل علي جعل الفنار منارة للثقافة في المدينة بدعوة الشخصيات العامة والمفكرين من أبناء المدينة وغيرهم من أعلام المفكرين والأدباء المصرين والعرب والأجانب.

-إعادة عمل الساعة الخاصة بالفنار واستغلالها فى الإعلان عن الفعاليات المختلفة المقامة بالفنار وغيره من المناطق الأثرية بالمدينة، بالإضافة للإعلان عن الأحداث الهامة بالمدينة سواء ثقافية أوعلمية وأيضًا السياسية.

-يمكن إعداد جزء من ملحقات الفنار فى عمل متحف بحرى.فنار بورسعيد كنز لم يتم استغلاله ..مدير الاثار : الاستفاده منه بالمزج بين القيمة التاريخية للأثر والإبداع الفني للإنسان

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
حبس أحمد فتوح سنة مع إيقاف التنفيذ لدهس أمين الشرطة بالساحل الشمالي