محمد حرحور.. بصمة الفنان والتطلع إلى السماء

جاليري لمسات
جاليري لمسات

يعقد جاليري لمسات، بقيادة الفنانة الدكتورة نرمين شمس، معرضًا بعنوان'بصمة' في الفترة من 17 إلى 23 يناير، بحيث يستعرض البصمة المميزة لكل من المشاركين الذين يعرض كل منهم أهم أعماله التي تمثل البصمة الخاصة به في مجال الفن التشكيلي.

وقد تنوعت المدارس الفنية في إطار هذا المعرض لدى مختلف الفنانين، كما جمع المعرض بين أجيال مختلفة واتجاهات متباينة في العمل الإبداعي والفني، وكذلك تنوعت الخامات والوسائل التًي تحمل شحنة 'التعبٌر الفني' لكل فنان و'البصمة الجمالٌية' الممٌيزة لكل منهم.

وسط الرواد المميزين والمبدعين ذوي الفكر الخاص والبصمة المحددة، الحاضرين لافتتاح المعرض.

وظهرت أعمال ضيوف الشرف الدكتور حمدي عبد الستار وأحمد علي ونهال حمدي وسهى البيومي، وجاءت هذه الأعمال متناسقة ومتفاعلة دون إغفال جدارة وجمالٌية كافة الأعمال الفنية المعروضة لمختلف الفنانين، وخاصة أولئك الرواد والأساتذة المهمين، ولكن التميز الأعلى كان عندما وجدنا للشباب تحاول أن تصنع لنفسها بصمة فً مجال الفن وتعبر عن شحنة انفعالٌة وتجريبية خاصة؛ هذه الأعمال كانت هي صاحبة الحظ الأوفر من معروضات هذا المعرض.

التطلع إلى السماء في أعمال محمد حرحور:

وإذا تعمدنا أن نعلق تحديدًا على أعمال فنان شاب يعرض لأول مرة أعماله فى مجال التصوير ًالفوتوغرافي، وقد استطاع بالفعل أن يحدد له بصمة متميزة منذ العرض الأول، وأن يوجد لعدسته هوية فنية بصرية في هذا المعرض، فإنه سيكون الفوتوغرافي الفنان محمد حرحور.

وقد كانت كاميرا 'حرحور'، وعدسته هي التي أوحت بعنوان هذا المقال وهذا العرض النقدي لأعماله، إنه يملك ذلك النزوع الفوري العفوي التلقائي نحو التطلع إلى السماء، لأن بوصلة العدسة هى السماء، وهو يسجل الوجود والحضور الحي والمتناغم والمتجدد للشمس أو القمر في مركز اللوحة الفوتوغرافية، إنه ٌيستطيع أن يجعل من قرص الشمس أو استدارة القمر (أو جزء منه اذا كان فى السماء) مركزًا أو نواًة للوحة/الصورة تجعلك تطيل النظر إلى ما حول هذه النواة ،

وتتأمل مجمل العلاقات التلقائية التى تبنيها تلك العدسة التًى يحملها محمد حرحور، وسط ما نحن نتصور أننا نألفه فً مشهد الشروق أو الغروب، وفی حال الفجر والصباح، أو المساء والليل

فى لوحات التصوير الضوئى أو 'الشمسى أو 'القمري' لمحمد حرحور تأتى التكوينات متدفقة وسلسلة وانسيابية، كما أنها تحتفظ فى مضمونها البصري بنوع من الموسيقى التى نراها فى الظل والنور، وفى تدرجات وتدربجات اللون.

ها نحن أمام اللوحة/ الصورة وكأننا نشاهد معزوفة كانت موجودة بذاتها حولنا طوال الوقت فى البيئة المحيطة، لكن المصور الفنان استطاع اقتناصها والأمساك بها، ووضعها فى إطار نلمسه ونشاهده؛ فيدفعنا طوال الوقت إلى التطلع إلى السماء، ونحن نبحث عن هذه الشمس المألوفة، لكي نراها بطريقة جديدة، أو نبحث عن هذا القمر الذي يسهر معه العشاق والسهرانين، وهو يدير أوركسترا الجمال بقيادته كمايسترو متمكن، حيث استطاع حرحور أن يدون نوتته الموسيقية التي سمعتها عدسته، وجاء التدوين في صورة أشكال وألوان وخطوط وظلال.

إن الإعجاز الجمالى الأهم هو أن كل اللوحات التى عرضها محمد حرحور تم التقاطها بكاميرا جهاز التليفون المحمول العادية، دون أي معالجات ببرامج إظهار أو تحرير الصور، فجاءت طبيعية تلقائية، وكانت في أعلى درجات الجمالية الممكنة، بحيث صارت ‘بصمة’ كبيرة لعدسة جديدة تنضم إلى صفوف كبار المصورين الفوتوغرافيين منذ ‘اللقطة الأولى’

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً