'فنزويلا.. إيران'، دولتان لكل منهما نظام مختلف عن الآخر، وقد يتفقان في مأزق واحد 'شبح الانهيار'، الذي تواجهه الدولتان في ظل الأزمات الاقتصادية الحادة التي يتعرضان لها بسبب تفشي فيروس كورونا والعقوبات الأمريكية التي فرضت قبل عامين، حيث تعاني المنصات النفطية في فنزويلا من الشلل التام لعجزها عن بيع إنتاجها من الخام بسبب العقوبات الأمريكية وانهيار القطاع النفطي، خصوصًا حسب ما أفادت شركة 'بايكر هيوز'.
تهاوي المنصات النفطية الفنزويلية
المنصات النفطية الفنزولية، لم تشهد خلال الأسبوع الماضي، وكذلك شهر يونيو كاملا، أي نشاط لاستخراج الخام مقابل عمل 22 منها خلال الفترة نفسها من العام الماضي وأكثر من مائة العام 1998.
و تعتمد فنزويلا كثيرا على النفط لكنها تشهد تراجعا كبيرا جدا في حقولها 'النفطية'، والآن لم تعد تجد من يشتري نفطها أو مكانا لتخزينه، حيث باتت المخزونات في مستواها الأقصى و بالتالي لا يمكن تشغيل آبار النفط، ومع انتفاء أماكن التخزين بسبب عجز السفن عن الإبحار، اتباعا لمخاوف العقوبات الأمريكية، تشل الحركة.
ومن المتعارف عليه، أن النفط الفنزويلي هو مصدر ثروات كبيرة للبلاد لفترة طويلة، ولكن مع مخاوف كورونا والعقوبات الأمريكية تراجع في الفترة الماضية، إلى مستويات لم تسجل منذ قرابة الثمانين عاما ما يفاقم من الأزمة الاقتصادية المخيفة التي يعاني منها هذا البلد الأمريكي الجنوبي.
تراجع الضخ اليومي للنفط إلى 570 ألف برميل
وقالت منظمة البلدان المصدرة للنفط 'أوبك' في تقريرها الشهري يوم الأربعاء الماضي، أن فنزويلا ضخت يوميا في مايو أقل من 54 ألف برميل مما كان عليه انتاجها في أبريل ليتراجع المجموع إلى 570 ألف برميل يوميا، ويندرج هذا التراجع الكبير في إطار تداعي القطاع النفطي الفنزويلي على مر السنوات في حين كان ينتج 3.2 ملايين برميل يوميا قبل 12 عاما.
فيما تعزو المعارضة المجتمعة حول خوان غوايدو ذلك إلى مزيج من الفساد وسوء الإدارة وعدم الأهلية، تشير السلطة إلى مروحة العقوبات التي تفرضها واشنطن على قطاع النفط للضغط على الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
حتى العام 2018، كانت فنزويلا ترسل 500 ألف برميل من النفط الخام يوميا إلى الولايات المتحدة وتتلقى من هذا البلد 120 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف والمكملات الضرورية للتكرير. لكن في أبريل 2019، فرضت إدارة الرئيس دونالد ترمب حظرا صارما على النفط الفنزويلي، مما جعلها في مأزق أخذ بها نحو الهاوية.
تراجع الريال الإيراني بسبب هبوط أسعار النفط والعقوبات الأمريكية
تراجع الريال الإيراني إلى مستوى منخفض جديد أمام الدولار في السوق غير الرسمية، في ظل الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد جراء فيروس كورونا والعقوبات الأميركية المستمرة، وكذلك تراجع أسعار النفط وانحسار النشاط الاقتصادي العالمي في اتساع نطاق الأزمة الاقتصادية داخل البلاد التي سجلت أيضاً أكبر عدد للوفيات بفيروس كورونا في الشرق الأوسط.
وذكر موقع 'بونباست دوت كوم' المتخصص في أسعار الصرف الأجنبي، أن الدولار بيع بما يصل إلى 215500 ريال مقابل 208200 ريال في التعاملات الأخيرة، يأتي ذلك عقب خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد انسحب في مايو من العام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، وإعادة فرض عقوبات على طهران ضربت الاقتصاد بشدة.
تراجع الناتج المحلي الإيراني الإجمالي بقوة
وتأثر الناتج المحلي الإيراني كثيراً بسبب العقوبات الأميركية المفروضة، والتي تسببت في تهاوي صادرات النفط بنسب كبيرة منذ إعادتها قبل أكثر من عام، حيث تشير البيانات والأرقام المتاحة إلى تراجع صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى قياسي منخفض، إذ فاقمت أزمة فيروس كورونا أثر العقوبات الأميركية التي تحدّ بالفعل من الشحنات، ما يؤكد تآكل النفوذ النفطي للدولة التي كانت ثاني أكبر منتج في أوبك.
انخفاض الصادرات النفطية بنسبة 76%
وبلغت الصادرات في المتوسط 70 ألف برميل يومياً في أبريل الماضي، انخفاضاً من 287 ألفاً في مارس الماضي، بحسب بيانات شركة 'كبلر' التي ترصد التدفقات، وتعني صعوبة تقدير الأحجام أن الإجمالي ربما يُعدل بالرفع، وقالت 'كبلر'، إنه قد يصل إلى 200 ألف برميل يومياً، لكن حتى في تلك الحالة فإنه سيظل الأدنى في عقود.
كما أظهرت بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول 'أوبك'، أن إنتاج إيران النفطي تراجع في أبريل الماضي، إلى 1.96 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ2.022 مليون برميل يومياً في فبراير الماضي.
إيران تخسر 80% من إيرادتها النفطية
وخسرت إيران نحو نصف إيراداتها من النفط والسياحة والتجارة والصناعات غير النفطية والخدمات. وتراجعت إيرادات صادراتها، خاصة من النفط بنحو أكثر من 80% بسبب العقوبات الأمريكية وتداعيات جائحة كورونا.
تراجع حاد بمخزونات النفط الأمريكية وتحسن الطلب
ارتفعت أسعار النفط الأربعاء الماضي، بعدما أظهر تقرير للقطاع انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكثر مما هو متوقع، ما يشير إلى تحسن الطلب حتى مع تفشي فيروس كورونا في أنحاء العالم.
وزاد خام القياس العالمي برنت 31 سنتا ما يوازي 0.8 بالمئة إلى 41.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 0632 بتوقيت جرينتش بعدما فقد أكثر من واحد بالمئة يوم الثلاثاء. وزاد الخام الأمريكي 35 سنتا ما يوازي 0.9 بالمئة إلى 39.62 دولار للبرميل بعد خسائر 1.1 بالمئة في الجلسة السابقة.
الطلب على النفط يعكس التوقعات ويخيب أقوال الخبراء
وذكرت بيانات من معهد البترول الأمريكي، أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة سجلت هبوطا فاق التوقعات في الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، كما هبطت مخزونات الخام 8.2 مليون برميل إلى 537 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 710 آلاف برميل.