صناعة السجاد اليدوى من الصناعات المصرية المنزلية القديمة، حيث كانت تنتشر أنوال السجاد في كثير من المنازل، وكانت تعد ركنا وركيزة من ركائز 'أكل العيش'، فيما كان للسجاد اليدوى المصري شهرة عالمية، ويحرص السياح على اقتنائه عند مغادرتهم لمصر، لكن مع توالى الأزمات تكاد تلك الصناعة أن تندثر، إلا أنها مازالت صامدة في بعض القرى الصغيرة بالجمهورية، حيث تتمركز بالحرانية بالجيزة، وفوة بكفر الشيخ، والمحلة الكبرى بالغربية.
'أهل مصر' قامت برحلة داخل أحد معاقل صناعة السجاد اليدوي المصري، بقرية الدواخلية بمحافظة الغربية، لتتعرف على الملامح والحالة التي آلت إليها تلك الصناعة.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
يقول 'أحمد عزام' عامل بأحد ورش السجاد بقرية الدواخلية: أعمل بمهنة النول منذ السبعينات، فقد نشأت وإخوتي ووجدنا أبى وأمي يعملان على النول لصناعة السجاد، وكثيرا ما كنت أجلس أمام أمى وهى تعمل في وقت العصر، منبهرا بتلك الحركة الديناميكية التي اعتادت يدها على فعلها دون خطأ واحد، كأشطر مهندس درس أساسيات الرياضيات، بالقلم والمسطرة.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
وأضاف 'عزام': عندما أتممت شهادتي الإعدادية ألحقني والدى بمدرسة السجاد اليدوي بشركة غزل المحلة، للعمل فيما بعد بمصنع السجاد اليدوي، ومن هنا أدركت عظمة أمى، تلك السيدة الأمية التي كانت تنظر للرسم المفرغ، وتغزل سجادة عريقة، تباع في معارض يحضرها كبار العائلات والمشاهير، وهى لا تملك حتى ثمن الصوف أو الحرير التي صنعت منه قطعتها الفنية.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
وتابع : للأسف تلك الصناعة بدأت في الانحدار رويدا رويدا، حتى انقرضت، وانقرض معها الصناع، فمصنع سجاد الغزل بدأ في الخسارة هو الآخر حتى أغلق أبوابه، وبعد أن كان النول قطعة من أثاث المنزل، نخره السوس، وتراكمت الأتربة عليه، فثمن السجادة الواحدة من 1800 جنيه وحتى 60 ألف جنيه. من سيشترى تلك القطع الغالية، التي صنعت بالجهد والعرق؟.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
وقالت 'حور أبو طالب'، إحدى العاملات بمهنة صناعة السجاد اليدوي: تبلغ الطاقة الإنتاجية لقرية الدواخلية فقط من السجاد اليدوي 50 مترا شهريا، حيث يستغرق تصنيع القطعة من شهر إلى شهرين، على حسب الحجم، فيما يحتاج النول إلى 4 أشخاص، للسيطرة على أطرافه، وإتقان العقد، ويتميز السجاد المصري بقوته ومتانته وأشكاله الخلابة، وهو يصنع يدويا من الألف للياء، فنحن من نغزل الصوف والحرير ونصبغه، حتى إننا نختار الرسوم الخاصة بالسجاد.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
وتابعت 'أبو طالب': نحاول قدر الإمكان المحافظة على وقار القطع المغزولة، ولا ندخل عليها أيا من المستحدثات أو المستجدات كي لا تفقد رونقها، وذلك للمنافسة في الأسواق العالمية، والمعارض الكبرى، والوقوف ندا مع الصناعة الإيرانية والهندية، الأقل جودة، إلا أن الأزمات الراهنة من ارتفاع أسعار الخام والمحروقات وأزمة كورونا ضيقت الخناق على الصناعة النادرة، حتى بعد إغلاق أبواب الاستيراد من الخارج، إلا أن تلك الصناعة لها زبونها الخاص، والذى قد لا يعلم بوجود قرية تسمى الدواخلية لصناعة السجاد.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
واختتمت كلماتها قائلة: 'نريد معرضا واحدا لعرض إنتاجنا، ودعم بسيط من صندوق المشروع للنهوض بتلك الصناعة وإعادة مجدها مرة أخرى'.
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
صناعة السجاد اليدوى بالغربية
صناعة السجاد اليدوى بالغربية