شهدت أسعار الذهب حالة من الارتفاع الكبير خلال الأيام الماضية، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات، والتي قد تستمر حتي نهاية العام الجاري، نتيجة العديد من الأزمات الكبري التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والتي أثرت على أسعار الذهب خلال الـ6 أشهر الماضية.
وتوقع عدد من تجار الذهب وأعضاء الغرف التجارية، تواصل ارتفاع أسعار الذهب على مدار العام الجاري، نتيجة عدة عوامل، والتي من بينها قانون العرض والطلب، وتغيير توجهات الشراء لدي المستهلكين نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن لدي الغالبية العظمى من المستهلكين حول العالم.
ومن جانبه، توقع نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب، بالغرفة التجارية بالقاهرة، مزيد من ارتفاع في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، نتيجة لعدم استقرار الأسواق العالمية، وتوتر الأوضاع السياسية بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، واستمرار أزمة فيروس كورونا المستجد، مما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر بصفته الملاذ الآمن.
وأضاف سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن ارتفاع أسعار الذهب أدت إلى توقف حركة البيع والشراء في السوق المحلي المصري، مما أدى إلى تضرر التجار بسبب ارتفاع الأسعار، حيث أجل من يرغبون في الشراء تلك الخطوة لحين انخفاض الأسعار.
وأوضح «نجيب»، أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بسعر الأونصة عالمياً، وسعر الدولار، ولا يمكن التدخل فيهم من قبل التجار، الذين يحسبون السعر من خلال ضرب السعر العالمي في سعر الدولار، ومن خلال ذلك يتم تحديد الأسعار.
ومن جانبه، قال رفيق عباسي رئيس شعبة الذهب بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن أسعار الذهب في صعود مستمر خلال الأيام الجارية، نظرًا لتوتر الأوضاع السياسية بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، مما دفع المستثمرين و الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى إلى زيادة الطلب على الذهب بشتى درجاته لحفظ أموالهم.
وأكد رئيس شعبة الذهب بغرفة الصناعات المعدنية بإتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى تقوم بوضع احتمالات عن طريق دراسات تحليلية قوية جدًا تقوم على توقعات الأسعار خلال الأيام القادمة، لمعرفة وضع المؤشر الاقتصادي أمام مخاوف فيروس كورونا والمضاربات السياسية بين أمريكا والصين.
ولفت «عباسي»، إلى أن زيادة الأسعار في الذهب، تشير إلى حصول كساد في المؤشر الاقتصادي العالمي، أما نقص أسعار الذهب تشير إلى ارتفاع المؤشر الاقتصادي العالمي، وهو ما يشاهده العالم حاليًا من ركود اقتصادي مقابل ارتفاع أسعار الذهب وتذبذب سعر صرف الدولار عالميًا.
ويرى نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك تراجعًا في حركة شراء المصوغات الذهبية مع ارتفاع الأسعار بنسبة 15%، حيث أن الأسواق لا تتحمل تلك الزيادات.
ومن جانب آخر قال إيهاب واصف، نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية والمتحدث الإعلامي باسم الشعبة العامة للذهب، إن ارتفاع أسعار الذهب في مصر خلال الأيام الأخيرة لم يؤثر على حركة الإقبال على شراء الذهب، والتي تعاني من بطء منذ بداية ظهور أزمة كورونا في البلاد.
وأضاف «واصف»، أن موسم عيد الأضحى لم يستطع انتشال السوق من البطء في حركة المبيعات رغم أنه لم يتبقَ سوى 3 أيام على العيد.
واتفق رفيق عباسي رئيس شعبة الذهب بغرفة الصناعات المعدنية، مع واصف، حيث قال، بأن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب لم يؤثر على الإقبال على الذهب، لأن السوق يعاني أصلاً من الضعف منذ تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه إلى الضعف، مما تسبب في تراجع القوة الشرائية.
وارتفع الذهب لمستويات قياسية مع احتدام الخلاف بين الولايات المتحدة والصين في حين دفع ضعف الدولار المستثمرين للجوء للمعدن الأصفر، كملاذ آمن تحوطًا في مواجهة المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي الذي يعاني بسبب جائحة كوفيد-19، وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 1.6% إلى 1931.50 دولار للأوقية بحلول الساعة 0627 بتوقيت جرينتش بعدما سجل مستوى قياسيًا عند 1943.93 دولار، وكسب الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 1.6% إلى 1927.50 دولار، وانضمت الفضة للاتجاه الصعودي وقفزت أكثر من 6% إلى 24.36 دولار وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2013.
وقالت سوني كوماري المحللة الإستراتيجية للسلع في إيه.إن.زد إن، الذهب "في وضع ممتاز للتحرك صعودا" وسط أزمة الفيروس وسعي البنوك المركزية للحصول على سيولة، وتابعت: "يحصل على مزيد من الدعم من انخفاض العائدات وضعف الدولار والتوتر الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، الطلب على (الذهب) الملاذ الآمن يتزايد في حين لم يعد هناك طلب على الدولار الأمريكي".
ونزلت العملة الأمريكية لأدنى مستوى في نحو عامين مع رهانات متزايدة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيشير إلى تحول آخر في السياسات صوب التيسير حين يجتمع هذا الأسبوع مما ينطوي على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
