اعلان

خبير اقتصادي يكشف أسباب تعثر شركات قطاع الأعمال: "مالهاش أهل يسألوا عليها"

سيد قاسم الخبير الاقتصادى
سيد قاسم الخبير الاقتصادى

قال سيد قاسم، الخبير الاقتصادي، أن كثير من المنشآت تسعى إلى تحقيق أهدافها، والمتمثلة في الاستمرارية والنمو وتحقيق الأرباح، مشيرا إلى أن النجاح والفشل مقترنا باستمرار المنشآت أو عدم استمرارها، وخاصة المنشآت التي تسعى إلى التوازن ثم النمو، فعدم النمو في المستقبل المنظور يمثل ظلاما، ويقود إلى عدم الاستمرار، وبذلك فهناك علاقة وطيدة بين الظلام وعدم الاستمرار.

وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن عدم القابلية على الاستمرار تلحقه نتائج مالية سيئة متمثلة بعدم قدرة الشركة على سداد التزاماتها المالية والأدبية، ما يقود بالنتيجة إلى خسائر مالية متتالية، والتي تعكس عدم إمكانية الوصول إلى هدف تحقيق الأرباح، ما قد يؤول بالنتيجة إلى ما يعرف بحالات التعثر المالي ومن ثم الإفلاس والتصفية.

وأضاف أن الظلام المالي هو المرحلة التي تسبق تماما مرحلة التعثر المالي، أي تلك المرحلة التي تتعرض فيها الشركة إلى اضطرابات مالية، بمعنى أنها تكون آخر مرحلة من مراحل الانحدار المالي.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه يمكننا التعرف على قصة فشل بعض شركات قطاع الأعمال، والتي من خلالها نعيش ونتعرف على الطرق التي أسلكتها هذه الشركات بكامل وعيها الإداري ولكنها فاقده لرؤيتها الاستراتيجية، مضيفا أن المنشآت التي تسير في طريقها لحدوث التعثر المالي، وربما يتطور الأمر إلى مرحلة الإفلاس المالي، والتصفية النهائية للشركة وخروجها من سوق العمل، يأتى بسبب غياب فكر الشركة بالتوجه والاهتمام بمرحلة هامة جدا ما قبل مرحلة التعثر المالي، وهي مرحلة الظلام المالي، والتي يمكن أن تعيش الشركة طويلا بهذه المرحلة بسبب المسار الذي تنتهجه، وهو عدم الانتباه للتأثير السلبي لكثير من القرارات الإدارية والمالية، والتي تبعد بها كل البعد عن الهدف الرئيسي للشركة، وهو "تعظيم قيمة الشركة"، أي أنها تعمل على نقل وتحويل جزء من رأس المال العامل إلى رأس مال معطل، وبالتالي يؤدي ذلك إلى فقد فرص تحقيق أرباح مؤكدة.

وتابع أن خطورة عدم الوعي والاهتمام بهذه المرحلة، تكمن في عدم الاستعانة بأدوات القياس وآليات المعالجة لمرحلة الظلام المالي وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقليل هامش الربح، والذي يؤثر بدوره في فقد فرص تحقيق أرباح مؤكدة، ومن ثم انخفاض قيمه الشركة تدريجيا إلى أن تلقي الشركة بحتفها خارج سوق العمل.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن قطاع الأعمال العام عاش تائها في مرحلة الظلام المالي، بسبب وجود هشاشة وترهل متوارث في الهيكل التنظيمي الإداري والفني وأيضا توارث المستوى المتدني للتطوير الإداري، ما أدى إلى تحويل جميع نقاط القوة بشركات القطاع العام إلى نقاط ضعف يستغلها المنافسون.

وأضاف قاسم، أنه لا يوجد برامج لتقييم الأداء المؤسسي لكل المستويات في الهيكل التنظيمي باعتبار أنه القطاع الذي لم يكن له أهلا يسألوا عنه، وأيضا توارث أعلى مستوى من التلوث الإداري في الهيكل التنظيمي.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن نجاح القطاع الخاص يعود إلى الجوانب الفنية والإدارية، خاصة أن الموروث عن الوظيفة العامة في مصر أنها دائمة وأبدية، ولن يأخذها منك أحد، وستحصل على حوافزك وبدلاتك ومكافآتك كاملة حتى لو كانت شركتك أو مصنعك يحقق أكبر الخسائر، وهذا ربما أخطر ما في القضية، فكثيرا ما نرى قطاعات حكومية خاسرة على أرض الواقع، ولكن نختصر القصة في أن شركات قطاع الأعمال "ملهاش أهل يسألوا عليها".

واختتم قاسم: "نود أن نجد من يتبنى شركات قطاع الأعمال ويعيد لها رؤيتها الاستراتيجية، ويخرجها من مرحلة الظلام المالي".

WhatsApp
Telegram